(25)

279 8 0
                                    

الفصل الخامس والعشرون...

بڤيلا جمال رشوان ..

الساعه الثانيه والنصف بعد منتصف الليل ..

_ كان عندي ساعتها عشر سنين اول لما لقيت نفسي في المستشفي دي بعيداً علي اني مش فاكر انا كنت رايح ليه الا اني فاكر ان والدي هو اللي ودهالي علشان يأدبني..
قالها عمر بملامح هادئه عكس تلك الذكريات البشعه التي تواترت من ذاكرته لتجعله يتذكر تلك الطفوله والمراهقه السيئه..

نظرت له حسناء مضيقه حاجبيها بتعجب مما تسمعه لا تصدق ان هناك اب يلقي بأبنائه بالتهلكه بحجه التأديب...
ظنته يمزح معها ويقول هذا لتسامحه وتشفق عليه..

_ كنت صغير مش فاهم وقتها يعني ايه تأديب الا اني فهمت وقتها وكان عندي احساس ان بعد التعذيب اللي كنت بأخده كل يوم انهم هيموتوني..
اردفها عمر يطالع ملامحها المتعجبه بأستفسار...

_ كنت اصغر واحد هناك.. جربوا عليا كل حاجه... الحقن.. الكهرباء.. العنف والضرب.. الطعن.. الحرق.. كل حاجه ممكن تتخيليها جربوها.. كانوا بيسبوني مرمي في الارض سايح في دمي و لما كان بيجلي نوبه صرع كانو يسبوني لحد ما يغمى عليا وافوق لوحدي..
اردفها بنبره متألمه رغم محاولته لاخفاء آلامه عنها..

_ تعرفي.. انا كان ليا اخ ومات.. برضو اتبعت لنفس المكان بس مستحملش ومات عارفه كتبوا ايه في شهاده وفاته.. كتبوا انه كان مريض اكتئاب وكان بيشوه نفسه وجسمه وانتحر في الاخر مع ان اخويا مكنش مصاب بأي مرض نفسي او مزمن حتي ..

اخبرها بتلك الكلمات لتحدجه بصدمه مما يقوله ولم تدري كيف تصدق ما يخبرها به..
كيف يلقي اب ابنائه بتلك الطريقه بمصحه نفسيه تحت ايادي اطباء لا يعرفون الرحمه والحجه هو التأديب والالتزام..

_ انت عشت هناك ازاي وسط الغجر دول ..؟!
سألته بأستفهام متعجب فضولها يكاد يقتلها بشأن كيفبه خروجه من تحت ايديهم سليم..

_ انا كنت بموت في اليوم مليون مره كان نفسي حد ينقذني منهم.. اي حد يطلعني من المكان ده بس فعلاً الوقت كان فات..
قالها عمر وهو يبتسم بسخريه وملامحه اكتساها الحزن..

_ ليه مبلغتش عنهم لما طلعت ..؟!
سألته بأستفهام واتضح علي ملامحها الاهتمام الشديد والاكتراث لحالته وما كان عليه..

_ انا عملت حاجه تانيه بعيد عن القانون..
قالها عمر بغموض وهو يطالع ملامحها الفضوليه لمعرفه القصه بأكملها وحقاً يود اخبارها ولكنه خائف ان تكشف سره..

_ احكيلي متقلقش سرك هيكون في بير مهما كان..
اردفتها حسناء بنبرة مطمئنه نحوها ان يحكي لها ما فعله واخذ به حقه..

_ عايزه تعرفي عملت فيهم ايه..؟!
سألها بأبتسامه جانبيه مرعبه وحقاً ملامح وجهه اخافتها وشعرت انه تحول لقاتل او شيطان بتلك الملامح الغريبه عليها...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن