(2)

797 15 1
                                    

الفصل الثاني ...

كان الجميع جالساً كلاً منهم غارقاً ببحر من الافكار لا يعلمون ما الذي سيحدث شارفت الساعه علي الواحده بعد منتصف الليل وهي لم تعد...
اتجه جابر للخارج يبحث عنها ولكنه لم يجدها... اتجه الصبيان يبحثان عنها في النواحي والطرقات ولكن لا اثر لها...
كان حقاً الجو مشحون بالخوف والاضطراب زينه ورغد في حاله من البكاء الزائد عن الحد وزوجه ابيهم تجلس بجانبهما تضمهما الي صدرها تربت علي رأسهما وهي تقرأ ايات من القرآن الكريم لتهدئتهم...
كان جابر علي غير عادته الرزينه... بل كان عنفوانياً وعدائياً ينتظر من يحاول اشعال فتيل غضبه ليمحي الاخضر واليابس... يجول بعيناه في الارض باحثاً عنها وفي تلك الطرقات والحواري... ولكن دون فائده... لا يعلم اين ذهبت الي الان؟!
مجرد فكره حدوث اي شئ يوشك علي هلاكها يكاد يجعل عقله سينفجر... يفكر ويفكر اين يمكن ان تكن قد ذهبت...؟!
والده المسخ يتناول طعامه غير عابئاً بأي شئ سوى بملئ معدته التي مؤكداً قد تكدست من كثره الطعام...

اتصل بهاتفها عده مرات ولكن اتضح ان الهاتف في المنزل بغرفتها...
كان يظن ان الامر في البدايه مجرد مزحه سخيفه او خدعه منها كما تفعل دائماً ولكن اتضح في النهايه انه شيئاً اخر حقيقي...
تجاوزت الساعه السابعه صباحاً فقد مرت فقط عشر ساعات علي اختفائها وهي لم تعد بعد...

كان المنزل في حاله يرثى لها عدا والدها الذي لا يكترث لشئ...
اتجهت زينب نحو شقيقها...

_ كانت عند عمي قعدت شويه ومشيت فكرتها روحت مكنتش اعرف انها لسه مجاتش...
قالتها زينب بقلق وخوف علي حال شقيقتها....

_ انا مش عارف المصايب ورايا ورايا ليه... يا رب انت العالم بيا...
قالها جابر بتعب وحزن وقد تملكه اليأس ف عودتها سالمه...

_ معلش يا جابر... انت قدها ان شاء الله...
قالتها زينب محاوله مواساته وهي تربت علي كتفه بحنو...

مرت الساعات كالدهر علي الجميع وحسناء لم تعد بعد...
كان حقاً يوماً عصيباً علي الجميع... وشعر الجميع بأن كارثه علي وشك ان تحل بالجميع..

___________________________________________________________

صباح يوم جديد...

خرج هذا الفلاح البسيط وزوجته ليجمعا ما تبقي من الثمار... اتجهت هي لحصاد المحصول اما هو بدأ بجمع تلك الثمار الناضجه الحبه تلو الاخرى...
اتجهت السيده لتبدأ بري الارض بعد زرع دام لعام كامل...
نظرت تلك السيده بجانب حدود المزرعه لتجد جسد ملقى علي الارض...تقدمت بحذر في البدايه الي ان رأت جسد فتاه هرولت السيده نحوها وهي تهتف...

_ يا جلال... يا جلال الحقني....
قالتها تلك السيده وهي تنادي علي زوجها بخوف...

ترك جلال ما بيده متجهاً نحوها ليجد زوجته تجلس بجانب جسد فتاه ملطخ بدمائها وتبدو الي حد ما ميته...
انتفض جلال بخوف... وهو يقترب منها ليتضح له وجه تلك الفتاه الشقراء...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن