(7)

460 12 0
                                    

الفصل السابع ....

في المساء..

جلست زينب بجانب جسد تلك الصغيره بينما سعديه تجلس علي المقعد المقابل لها تقرأ ايات القرأن الكريم بصوت عذب..
دلفت علا للاطمئنان علي حالتها لتجدها نائمه ويبدو علي ملامحها الاستكانه بعد كل ما مرت به اخيراً تلك الصغيره تنال قسطاً من الراحه...

ابتسمت وهي تدون بعض الملاحظات الخاصه بها بالتقارير الطبيه ونظرت لمعصمها لتجد تلك الخدوش والكدمات قد قاربت علي الاختفاء...

_ لازم تتغذى كويس يا زينب...
قالتها علا بملامح هادئه وابتسامه لطيفه لتجد زينب تبتسم لها..

_ انا جبتلها اكل بس جيت لقيتها نايمه مرضتش اصحيها شكلها تعبانه اووي ومحتاجه تنام...
قالتها زينب موضحه لها الامر لتبتسم لها علا بهدوء قبل ان تخرج من الغرفه...

اغلقت باب الغرفه لتشعر بأنفاسه تلفح جانب وجهها لم تتوقع ذلك الاقتراب منه نحوها من قبل...
نظرت له بطرف عيناها لتجده مستنداً بجانب باب الحجره وينفث دخان سيجارته بأتجاه وجهها.. نزعت كمامتها الطبيه وهي تنظر له بغضب..

_ انت ازاي تعمل كدا...؟!
سألته علا بغضب..

لتجده ينظر لها ويبدو انه قد تأمل ملامحها لوقت اطول من اللازم...

_ جرا ايه يا استاذ جابر.. سؤالي صعب مش لاقيلوا رد..؟!
سألته بملامح حاده وتلك الزومرديتان يبدو انها حقاً تؤرق ثاقبتيه التي يتفحصها بها..

_ لا ابداً بس مش قادر ارد... وبعدين دي سيجاره يعني مش حوار متحسسنيش اني في مستشفي يا انسه علا... مش انتي انسه برضو...؟!
تسائل بنبره مازحه وهو يبتسم لها بسخريه ليجد وجهها قد تحول لقطعه فراوله طازجه من الخجل وغضبها منه قد وصل ذروته ...

_ انت مستفز علي فكره...
قالتها وهي تهم بالرحيل من امامه وقد طفح بها الكيل من هذا الجابر الذي لا يترك لها مجالاً الا و قام بأحراجها...

انهي سيجاره يطالع سيرها بأتجاه غرفه مكتبها وشعر انه حقاً اغضبها عندما سمع صوت اغلاقها للباب بعنف ضيق ما بين حاجبيه وهو يتجه نحو مكتبها ويبدو ان طريقتها قد اغضبته حقاً...
دلف لحجره مكتبها دون استئذانها...
ليجدها ترفع نظرها له بعد ان خلعت نظارتها الطبيه وتتفحص ملامح وجهه ويبدو انها هي الاخرى غاضبه...

_ ازاي تدخل من غير استئذان...؟!
سألته علا بحده ليطالعها ببرود نجح في اتقانه حتي لا يصفعها علي تصرفاتها الحمقاء تلك... اقترب من مكتبها...

_ انا مش بكلمك يا بني ادم انت..؟!
سألته بأستفهام غاضب متعجبه من بروده الذي لا حدود له..

_ اتكلمي معايا بالادب يا علا علشان متزعليش مني..
قالها جابر بنبره هادئه عكس نيران الغضب التي قد استعمرته من الداخل...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن