(5)

390 7 0
                                    

الفصل الخامس...

نظر لها عياد مضيقاُ ما بين حاجبيه يستمع لما تسرده عليه من تفاصيل تلك الليله المؤلمه...
وما ان انتهت..
_ تقدري تديني مواصفات العيال دي بالظبط...؟!
تسائل عياد بأستفهام...

_ مش فاكره شكلهم... الدنيا كانت ضالمه عرفت اميز انهم اربعه بالعافيه..
قالتها وهي تكفكف دموعها بكفيها كالاطفال...

_ الاعتداء حصل فين ...؟!
تسائل عياد بأستفسار بطريقه هادئه..

_ في مزرعه عم جلال..
قالتها حسناء ببكاء وشعرت انها قد شارفت علي الانهيار بسبب هذا الثقل الذي يثقل صدرها..

اومأ لها متفهماً صدمتها التي تمر بها الان لينهض متجهاً نحو باب الغرفه..

_ هاجيلك تاني يا حسناء... اتمني تكوني احسن من كدا...

توجه لخارج الغرفه ومنها الي خارج المشفي...
دلفت علا للداخل للتأكد من سلامه حسناء لتجدها قد نامت...
عرفت علا ان ما توجهه ليس سهلاً والنوم هو حيله للهروب مما مرت به...
خرجت علا وهي تنظر لشقيقها الماكث امامها يدخن سيجارته بهدوء عكس خوفه وقلقه الواضحان بعيناه...

_ حسناء نامت... اتمنى تكون احسن..
الممرضات هيتابعوها اول بأول وهيغيرولها المحلول ده علي بليل...
قالتها علا بتلك الفيروزتان المتفحصتان لحالته التي يرثى لها...

عيناه محمرتان... ثيابه غير مرتبه... يتناول سيجارته بعشوائيه.. يتضح عليه ملامح التعب وانحناءه ظهره التي اوضحت ارهاقه..

_ طيب انا هروح انام شويه لاني منمتش بقالي يومين... يا ريت تأخدوا بالكوا منها كويس...
قالها جابر بنبره مرهقه وهي يلقي بسيجارته بسله المهملات متجهاً نحو منزله...

يشعر بجسده ثقيل الحركه غير قادراً علي التحرك... عموده الفقاري يؤلمه يشعر بحاجته لطرقعته لعله يشعر بالراحه لو قليلاً....

جلست علا علي مقعدها بداخل غرفه مكتبها تطالع الفراغ بهدوء تبدو شارده اكثر من المعتاد.. ما الذي غيره هكذا..؟! تشعر في نبرته بحزن عميق لا احد يفهمه...؟! مرهق بملامح متعبه... لم تكن تعلم انه يدخن من قبل ولكن يبدو انيقاً بجميع حالاته...

ابتسمت فور تذكرها لملامحه المحببه لها... لتخلع نظارتها الطبيه واضعه اياها علي مكتبها لتفرك عيناها بلطف من شده نعاسها... ودت لو استطاعت ان تنعم بقسط طويل من الراحه... اراحت رأسها علي كلا ذراعيها مستنده علي حواف المكتب لتذهب لثبات عميق ربما لساعات...

_________________________________________________________

4:00 فجراً

انتهوا من حزم امتعتهم متجهزين للرحيل...

_ هنمشي ازاي والعربيه عطلانه يا جدعان...
قالها ياسين بقلق لهما...

نظر له كلاهما ليبتسم عمر بسخريه...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن