(28)

300 8 2
                                    

الفصل الثامن والعشرون ...

خرج من غرفتها متجهاً نحو الاسفل بخطوات بطيئه.. نظر جابر نحوه ليجده واجماً يبدو وانه اخذ جرعه كافيه من حسناء.. وليست جرعه واحده بل عده جرعات متتاليه كانت كفيله بجعله يراجع فكره المجئ الي هنا من الاساس..

خرج جابر معه نحو الخارج..

_ عملت فيك ايه ..؟!
سأله جابر بأستفهام من ملامحه التي لا تبشر بشئ جيد ويا ليته لم يسأل... نظر الاخر نحوه بأستهزاء...

قص عمر ما حدث بينهما بالغرفه بالتفصيل الممل.. ليطالع جابر بعد ان انتهي ليجد جابر كاد يهشم اسنانه من شده الغضب.. لما شقيقته عنيده هكذا ...؟!
ايخبره انها كانت تهلوس بأسمه طوال تلك الاشهر وهي نائمه لانه لم يسأل عنها ليصعد الاخر ويهشم جمجمتها اللعينه علي تصرفاتها الغبيه ام ماذا يفعل الان..

ام يخبره انها كانت تبكى بالمساء تطالع الهاتف بحسره وكأنها كانت تنتظر مكالمه من شخص عزيز عليها.. شخص تود ان تسمع صوته..

فقط اكتفى جابر بأيماءه له..

_ خلاص يا عمر احترم رغبتها... واديها حريتها كفايه عليك كدا.. انت عملت اللي عليك وزياده.. انت تستحق واحده شبهك..
ده افضل ليك وليها...
قالها جابر بهدوء محاولاً التحكم في غضبه من شقيقته لما رفضت حبه لها... لما الا تحبه هي الاخرى ...؟!

نهض الاخر وشعر بالضياع والتشتت بداخله... يعلم انه لن يكون علي ما يرام اذا ابتعدت عنه... ولكن هذا افضل لهما...
اتجه نحو سيارته ليعود لمدينته...
وبداخله قد انتهي... انتهت قصه محاولاته لتحبه.. سيحاول ان ينساها..سيفعل.. فقط سيكتفي بالابتعاد...

وصل لمنزله بالمساء.. وحقاً كان لديه امتنان داخلي ان والدته كانت نائمه بينما جنة كانت تتحدث مع صديقاتها بألمانيا.. صعد لغرفته لينعم بقسط من الراحه بعيداً عن تلك الضوضاء التي تعج برأسه..

عند حسناء..

تحولت ملامح وجهها للحزن ما ان خرج من غرفتها لتنفجر بعدها بالبكاء لا تدري لما ألقت بنفسها بالتهلكه.. لما تعلقت بحقير مثله.. حمدت ربها انها اهانت كرامته حتي لا يفكر بالعوده لها مجدداً يكفي ما عانته بسببه لاشهر..

احتضنت صغيرتها اليها فهي كل ما تبقي لها منه... صغيرتها.. اسمتها رقيه.. ابتسمت علي ملامحها الجميله الطفوليه وتلك العينان اللتان لم ترأى مثلهما من قبل مزيج رائع بين الخضرة والرماد.. كان لونها كفيلاً بجعلها تحتضن رأسها بحب وتلك العاطفه الاموميه التي تولدت بداخلها منذ حملها تشعر بها تزداد...

وضعت رأس طفلتها بالقرب من قلبها لتستمع لنبضاته التي تشبه السنفونيه التي عُزفت بأتقان تاركه خلفها اثار موسيقي لطيفه تجذب الانتباه... ابتسمت صغيرتها عند سماعها لتلك الدقات اللطيفه..

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن