(12)

350 7 0
                                    

الفصل الثاني عشر ....

في المساء بمنزل اسماعيل...

كانت حسناء تجلس امام المرآه بملامحها الفاتنه تنظر لانعكاس صورتها ولم ترى سوى ذكرى مأسويه دمرتها وشوهت روحها البريئه وحولت تلك الطفله الرقيقه لاخرى ناضجه قويه تريد انهاء حياه مجموعه حمقى قتلوا برائتها ودنسوا طهارتها...
نظرت لملامحها التي لم تعد تعرفها بعد ما مرت به... وكأنها اصبحت فتاه اخرى حقاً لا تعرفها...

نهضت متجه لخزانه ثيابها تبحث عن ملابس تناسب ذلك اليوم المشؤوم... امسكت ذلك الفستان الاسود ضيق من الخصر ينتهي بمتسع للاسفل ذو اكمام طويله لا يوجد به اي نقوش او زينه فقط اسود فحمي بلا اضافات او بهجه علي الاقل.. ارتدته علي مضض وكأنها ذاهبه للانتحار وليس للزواج... نظرت لنفسها بالمرآه لتترك شعرها منسدلاً وربطت تلك العصابه السوداء حوله رأسها مما زادها جمالاً وانوثه ولكن هذا ليس ثوباً للزفاف بل ذاهبه لحضور جنازه احدهم..
بدأت تلك العبرات تتسابق في الهطول علي وجنتيها لتنفجر باكيه وتعالت شهقاتها لتتجه لفراشها وألقت بجسدها عليه تود ان تنتهي من هذا العذاب ولكن كيف وهي علي بعد خطوات من قاتلها... نعم قاتل هي لا تراه سوى هكذا... بل وستتزوج منه..

بالاسفل..

كانت زينب جالسه ويدها علي قلبها خائفه من ان تقوم شقيقتها بفعل شنيع ينتهي بها الامر مقيده بمشفى الامراض النفسيه...
هي تعرف جيداً كم تكره حسناء هولاء المسوخ وتعلم جيداً ما يمكنها ان تفعله لكي لا تراهم مره اخرى..
اتى اليها ساديم مطمئناً اياها بآبتسامه محبه..

_ مالك يا زينب..؟!
تسائل مستفهماً بأبتسامه هادئه..

_ خايفه يا ساديم مش مطمنه لحسناء ولا اللي ممكن تعمله ابداً... هي مغصوبه علي الجوازه وانا متأكده انها ممكن تعمل اي حاجه علشان متتجوزش البني ادم ده..
قالتها زينب بقلق مما سيحدث في السويعات القادمه..

_ ربنا يسهلها يا زينب ومتخديش كل حاجه علي اعصابك يا حبيبتي علشان اللي في بطنك..
قالها ساديم بأبتسامه خوفاً عليها وعلي صحه صغيره القابع بداخلها...

_ يا رب جيب العواقب سليمه يا رب...
قالتها زينب بقلق وهي تنظر ليد ساديم الممسكه بيدها...

__________________________________________________________

بمخازن القمح بمنزل المنزل اسماعيل..

وصل عوض والرجال للمخزن بالاسفل...
فتح عوض الباب ليجد عمر جالساً ويبدو عليه التعب والارهاق اتجه نحوه ليوقظه و يفيقه...
نظر لهم عمر بقلق من قدومهم ولكن نجح في اخفاء مشاعره ليمسك به عوض والرجال ليساعدوه علي النهوض..

_ جابر بيه طلب مننا ننقلك علشان تستحمى وتلبس هدوم نضيفه علشان كتب كتابك علي حسناء هانم..
ابتسم تلقائياً عند سماع اسمها ليتجه معها لهذا المكان المجهول الذي لا يعرفه الي الان...

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن