(19)

254 7 7
                                    

الفصل التاسع عشر  ....

بفيلا جمال رشوان..

استمع كل من بالمنزل لصرخاته التي بدت متألمه مستغيثه وكأنه يعاني من شئ ما...

ظنتها حسناء ربما هي خدعه منه يحاول ان يثير انتباه الاخرين له او ربما يحاول ان يثير خوف الاخرين عليه ليسامحوه ويهتموا به..

رغم بكاء هيام وحزنها الشديد بسبب ما سمعته من حسناء الا انها ما ان استمعت لصوت صرخاته هرعت راكضه لغرفته وفقط لسانها يردد ان يحفظ الله صغيرها... فهي ليست جاهزه لفقدانه كما فقدت والده..

جففت جنه عبراتها متجهه نحو غرفه عمر ما ان استمعت لصرخاته وقلبها اللعين ينبض بجنون خوفاً عليه من ان يصيبه اي ضرر..

وصلت هيام لغرفته وفتحتها لتدلف كالبرق لداخل الغرفه وهي تمسك برأسه لحقتها جنة تالتي هرعت نحوه بخوف وكادت تتلمسه..

_ متلمسهوش... هاتي دواه من علي التسريحه..
قالتها والدته بخوف بعد ان رأت تشنجات عمر تزداد وضاقت انفاسه واصتبغ وجهه بالحمره القاتمه..

ركضت جنة تحضر دوائه متجهه نحوه لتضع هيام هذا الدواء بفمه منتظره اياه ان يذوب.. لعلها تهدء تلك التشنجات..

نظرت لبنطاله لتجده لم يستطع التحكم بنفسه لتهبط تلك العبرات شاقه طريقها لوجنتيها ...

هدئت تلك التشنجات تدريجياً وعاد لحالته الطبيعيه اخيراً.. ساعدته والدته لينهض لتجلسه على الفراش.. وحقاً يشعر بتصلب عضلات جسده بأكملها تبعه شعور الانهاك..
لا يشعر بالوعي بل يشعر بالتشويش..
جلست جنه بجانبه لتأخذ رأسه بأحضانها بحذر حتي لا تتلمس ظهره فهذا اسوء ما يضايقه ..

فتح عيناه ليجد نفسه بأحضان جنه تبتسم لها وممسكه بيده.. نهضت والدته وهي تنظر للمرحاض..

_ عمر.. عمر فوق كدا علشان انت لازم تستحمى..
قالتها والدته وهي تقترب منه تحرك يدها علي وجهه بلطف ليركز معها...

افيق من تشويشه واصبح واعياً لما يوجد حوله لتمسك امه بذراعه لتسنده لينهض لتتجه به نحو المرحاض...
ظلت واقفه بجانبه الا ان استعاد وعيه بالكامل ليتجه ليملأ حوض الاستحمام ليتحمم..

_ متخوفنيش عليك تاني..
قالتها هيام بحزن علي ملامحه المنهكه وما عانته بسببه منذ لحظات..

_ معنديش استعداد اخسرك زي ابوك يا عمر..
قالتها وهي تحرك يدها بشعره برقه ليمسك بيدها مقبلاً اياها..

_ هكون كويس متقلقيش عليا...
قالهاعمر بأبتسامه هادئه لتتجه بعدها للخارج لتحضر له ملابسه..

خرجت لتجد جنه حزينه ويبدو علي ملامحها القلق..

_ هو كويس يا ماما..
تسائلت جنه بنبره قلقه وملامح الخوف ارتسمت علي وجهها خوفاً عليه..

اغصان منكسره "الحسناء" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن