اغصان منكسره "الحسناء"

(10)

الفصل العاشر ..

صباح يوم جديد...

استيقظت حسناء وهي تشعر بتوعك شديد بمعدتها وكأن احدهم يطعنها بنصل خنجر حاد مما اثار غثيانها لتنهض مسرعه للمرحاض وهي تتقيأ بقوه ما تناولته ليله امس بالكامل...

ظلت تتقيأ لوقت طويل... ورغم شعور الفراغ بمعدتها الا ان شعورها بالغثيان لم يتوقف بعد.. شعرت وكأن احدهم يسحب روحها من داخلها من شده الالم وقد بهتت ملامحها ومالت للشحوب بأقل من دقيقه..
بالطابق السفلي..

استيقظت زينب من نومها متجهه لمطبخ منزلهم وقد انهت تحضير طعام الافطار مع سعديه ونهضت لتنادي علي اشقائها لتناول الطعام... حضر الصغار وقد شرع الجميع في تناول الطعام وتعجبت زينب من عدم حضور حسناء وظلت تنظر لمكانها الفارغ لدقائق لتسلط نظراتها علي شقيقها الذي يتابع مقعد شقيقته بنظرات صامته.. تسائلت رغد بتعجب من عدم حضور حسناء...

_ هي حسناء فين..؟! هي زعلانه مني علشان كدا منزلتش تأكل معايا..؟!
تسائلت الصغيره بحزن طفولي..

ربت حسن علي كتفها بحب مطمئناً اياها ان ظنها خاطئ..
نهض جابر و زينب وصعدا كلاهما لغرفه حسناء..
فتح جابر الباب دون مقدمات ليستمع لصوت حسناء بالمرحاض...
اتجهت زينب لباب المرحاض وفتحته لتجدها جالسه بجانب مقعد المرحاض تتقيأ بكثره وملامح وجهها تبدو كالاموات شاحبه وكأن الدم انعدم عنه..
اقتربت منها زينب لتنظر لها وهي تمسكها من مرفقها بهدوء..

_ مالك يا حسناء في ايه؟!..
تسائلت زينب بقلق من ملامح حسناء المتعبه...
لم تستطيع حسناء الرد من شده تعبها...

_ جابر اتصل بدكتوره علا بسرعه...
قالتها زينب بصوت مرتفع ليتجه جابر نحو هاتف شقيقته بالاسفل ليحدث الطبيبه المتخصصه بحالتها..

ساعدتها زينب في النهوض وهي تتجه بها للخارج لتجلسها علي الفراش بهدوء..

ضغط جابر علي رقم علا ليتصل بها...
استمع لصوتها الانثوي عبر الهاتف وهي تتحدث..

_ الو مين معايا؟!
تسائلت علا بعفويه مستفهمه..

_ ايوه يا دكتوره علا انا جابر اخو حسناء..
قالها جابر بهدوء..

_ خير يا استاذ جابر في حاجه..؟!
تسائلت علا بهدوء ..

_ حسناء تعبانه جدا وبترجع..
قالها جابر بنبره قلقه خائفه...

_ ابعتلي العنوان بتاعكوا وانا نص ساعه بالكتير وهكون عندكوا..
قالتها علا متعجبه من تلك الاعراض التي ظهرت علي تلك الصغيره..

_ ماشي هبعتلك العنوان علي الواتس اول ما اقفل..
قالها جابر بجديه ولهجه رسميه هادئه..

_ تمام
قالتها علا برسميه...

ليغلق جابر الهاتف مرسلاً العنوان الي الطبيبه..
استغرق الامر اكثر من نصف ساعه لتصل الي المنزل... ناهيك عن الشجار الذي حدث مع والدها بسبب زوجه والدها التي تتدخل بحياتها بشكل يجعلها تود الصراخ من شده غضبها منها..