.
.
.
ثمرة طيش
الفصل الخامس عشر
زينة♡
♡
♡
♡
♡
الأشقياء في الدنيا كثر، وأعظمهم شقاء ذلك الحزين الصابر الذي قضت عليه ضرورة من ضروريات الحياة أن يهبط بآلامه وأحزانه إلى قرارة نفسه فيودعها هناك، ثم يغلق دونها باباً من الصمت والكتمان...مصطفى لطفي المنفلوطي .
♡
♡
♡
♡
♡استيقظت باكرا على غير العادة، تفقدت هاتفها و وجدت الساعة قد قاربت السابعة صباحا..... نهضت ببطئ و علامات النوم بادية على وجهها المحمر من الحرارةو شعرها الأسود المشعث ، اتجهت لنافدة و فتحت الأبواب تسمح لاشعة الصباح المنعشة بالعبور إلى داخل الغرفة، هبطت درجات البيت إلى الطابق الأرضي بصمت كي لا توقظ أمها....
دخلت المطبخ و لاحظت وجود طعام الإفطار فوق طاولة الاكل، من المؤكد أن منى حضرت الإفطار بعد أن صلت صلاة الفجر.... جلست إلى الطاولة تتناول إلافطار و تحاول تنقية ذهنها من أجل الدراسة، مشكلتها في هذه الحياة هو التفكير الزائد، تفكر في كل شيء ستفعله و تفكر في ما فعلته من قبل، تفكر في مرض أمها، تفكر في علاقتهم المدمرة معا عائلتهم، تفكر في ذلك الأب، تفكر في أنها لن تستطيع أن تبني مستقبلها مثل بقية الفتيات، فسؤال الأب دائما مطروح، غياب اسم الأب في بطاقتها كالسكين الحاد، يجعلها مختلفة و مميزة بشكل سيء، يجعل الآخرين يتعرفون على هويتها، كونها بدرة فاسدة، ثمرة طيش و ابنة حرام.....
المجتمع لا يرحم و لا يتقبل الأشخاص مثلها، رغم أنها ليست مسؤولة عن حالتها إلا انها تضل في أعين من يعرفها ناقصة مَهمَ كان حجابها كاملا و ساترا ، مهم كانت عفتها و حيائها ظاهرين ، مهم حاولت الاندماج ستبقى دائما ابنة الحرام و مجهولة الأب... الآن ما يشغل تفكيرها بشدة هو موضوع والدها، كلما احست بالشوق لمعرفته، اعتراها احساس بالذنب، احساس بأنها تخون أمها التي ضحت بكل شيء من أجل أن تنجبها إلى هذه الحياة..... و كأنها اسيل الصغيرة التي تنتظر رجوعه من السفر، رغم أنها متأكدة انه لا يعلم بوجودها و ربما إن واجهته سينكر و لن يعترف بها كإبنة و لكن يضل الأمر خارجا عن سيطرتها....
.
.
.
.*******************
.
.
.
يجلس على الكرسي البلاستيكي الموجود أمام المنزل دو البناء القديم و النوافد الخشبية المزخرفة، سكون شديد يعتري الجو، لا يسمع في المكان الا زقزقة العصافير في هذا الصباح الباكر ، من يراه يظنه يتأمل شتائل الأزهار الجميلة الموجودة أمامه و لكن هو في الحقيقة ابعد من ذلك، هو يفكر في كيف يصلح العلاقة بين اخته و ابنتها، يعرف أن اخته تريد رؤية منى و لكن كيف العمل معا ذلك الرجل الحديدي زوج اخته، يأبى الانصات اليه و كل مرة يحاول التواصل معه ينهره محمد و يأمره بالابتعاد عن بيته و أولاده و إلا لن يعجبه ما سيفعل....
أنت تقرأ
ثمرة طيش
Randomثمرة طيش *** زينة *** و يبقى انتظارك طقسا مرهقا و هل سيأتي ذلك اليوم يا أبي. { في طور الكتابة }