الفصل 23

398 32 11
                                    

.
.
.
.
.
.

رواية ثمرة طيش
الفصل الثالث و العشرين
زَيْنَة

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

سلني عن الحب يا من ليس يعرفه

ما أطيب الحب لولا أنه نكد

طعمان من وحلو ليس يعدله

في حلق ذائقه مُرٌّ ولا شُهُدُ

- ابن قلاقس

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

تجلس فوق الكرسي الخشبي في حديقة المدرسة و تراقب الأطفال  بهدوء ، بعضهم يلعبون و بعضهم   الأخر يجلس في سكون مثلها  ، اقتربت منها طفلة شقراء صغيرة من الأطفال الذين تراعهم ، ثيابها مهندمة جدا و جميل ،  و لكن ملامح وجهها الحزينة لا تناسب عمرها و لا شكلها  ،  جلست بجانبها منى  ثم اسندت رأسها إلى حضنها و في لحضات قليلة  غطت في نوم عميق ، بقيت منى تمسح على رأسها الصغيريحنان  بينما تراقب البقية .

انتبهت إلى صوت  الخطوات القادمة من داخل المدرسة ،
بقيت ساكنة على حالها لأن الطفلة الصغيرة قد نامت بالفعل في حظنها .

نادية : صباح الخير يا منى .

منى : صباح الخير نادية ، كيف حالك ؟

نادية : بخير حمدا لله ، ماذا عنكِ ؟

منى : حمدا لله ( سألت في وِد ) هل كل شيء بخير ؟ ليس من عادتك أن تتغيب عن العمل .

نادية : ( ردت الأخرى مبتسمة ) لقد مرض التوأم و كان من الضروري ملازمتهما و لكن هما بخير الآن،  حمدا لله .

منى :  حمدا لله لقد قلقنا عليك و سألت هدى و لكن قالت أنها لا تعلم سبب غيابك .

نادية : ارتفعت حرارتهما فجأة بينما كنت أوصلهما للمدرسة  ، تعرفين طبيعة التوأم يمرضون معا .

منى : حفظهما الله و رعاهما لك.

نادية : آمين يا منى ، ( انتبهت للجسم الصغير في حظن منى ، فاشارت اليها بإصبعها و سألت  في قلق ) ما بها ؟ هل هي مريضة ؟

منى : نائمة .... بدت متعبة و مرهقة عندما جاءت في الصباح .

نادية : ما اسمها ؟

منى :  هذه ماريا لقد انظمت إلينا الأسبوع الماضي الا تذكرينها .

نادية  : ( قالت متذكرة ) آه مريا ، حفيدة السيدة عائشة ، لقد شغلني مرض التوأم عن كل شيء ، هل تفقدت حرارتها  ؟

منى : ( قالت بشفقة ) لا حرارتها طبيعية و لكن ربما مازالت متأثرة بموت والديها  ، صغيرتي الجميلة  لم تتخطى بعد .

نادية : ( أردفت نادية بتأثر ) آه يا منى لو ترين  السيدة عائشة قبل وفات ابنتها كانت مفعمة بالحيوية و النشاط و لكن بعد الحادثة تغييرت كثيراً ، كذلك هي هذه الطفلة .

ثمرة طيش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن