الفصل 24

307 35 16
                                    

زينة
ثمرة طيش
الفصل الرابع و العشرون
.
.
.
.أنا لست مما يقرأ المقدمات ، لهذا قررت أنني لن أكتبها ، ففضولي للأحداث دائما ما يغلب روحي القارئة ....
.
.
.

جَمَعْتُ شُثات نَفسي
و قَررت أَنني اليومَ سأَتخَد القرار
سألوني مَاذا حَدثَ لكِ
أَجَبْتُ انني خَسرتُ نَفسي
عَندما تَخَليتُ عن مَبادئِ
نَظرت في مرأة الحَياة
فلمْ أَتعرف عليْ
{Zeina }

..............

قالت بسداجة و براءة منافية للموقف : حمزة لازلت لا أفهم سببك عصبيتك و تركك لي في المستشفى ليومين ؟

تجاهل سؤالها و أبقى نظره على الطريق ، كيف يصدق أن لشخص ببراءة أسماء القدرة على خيانته ، هو الآن في قمة حيرته ، استمع لنصيحة الطبيب بخصوص عدم قدرته على الإنجاب , أجرى التحاليل في هذا الصباح ثم ذهب للمستشفى ليحضر أسماء ، تعجب من ردة فعلها ، ظن أنها ستكون غاضبة منه و لكنها كانت هادئة كعادتها ، مطيعة و غير متمردة ، حقا يتعجب من تصرفاتها ، هل يا ترى كل ما تفعله و كل ما فعلته تمثيل ، إنها تجيد التمثيل بحق ، لا مشكلة سيصبر و يأخد الأمور بهداوة حتى يعرف مكنون التحليل ، لن يخاطر بإخبارها الحقيقة ربما تهرب أو تخبر عشيقها عن الحقيقة ، عشيقها ........

أسماء لديها عشيق، أسماء تلك المراهقة الصغيرة للتي خطفت قلبه و عقله و كيانه ، رأها بينما كان يوصل ابنت اخته للمدرسة الثانوية و تبعها حتى علم أين تعيش ، تفاجئ بأنها ابنة تلك العائلة ، لم يتردد أبدا في خطبتها ، كانت مثالية بالنسبة له ، صغيرة لم تعرف الحب و الغرام ، محتشمة ترتدي الحجاب و لا ترفع نظرها في الشباب ، و ما زاد اصراره عليها أنها ابنة شيخ الجامع الذي تعلم القرآن على يده ، كل هذه الصفات جعلت أسماء الزوجة المناسبة ، حين خطبها كانت على عكسه باردة في تعاملها و خجولة إلى أبعد الحدود ، و لكن ما إن احبته حتى أغرقته في المشاعر و كأنها ليس نفس الخجولة ....

بالنسبة له أسماء كانت أنثى مثالية ، الا في شيء واحد ، سذاجتها التي تعدت الحدود بدرجات ، كانت تأخد كل كلماته على محمل الجد ، لم تفهم مزاحه في بعض الأحيان معها ، كما أن أخواته كانوا و لازلوا يسخرون منها و هي غير مدركة للأمر......

هل يا ترى كل هذا كان تمثيلا منها ، غرق في تفكيره عن التركيز على الطريق ، استيقظ على صراخ أسماء ..... تصرح بإسمه في رعب ..... نظر عبر المرأة لسيارة التي تجنبته، لقد كان على وشك الاصطدام بها ، نظر للجسم الصغير الذي ينتحب برعب .....

قال بتأتأ : آسف ، أسماء انظري الي أنا آسف .....

ضلت على نفس وضعها غير قادرة على الحراك ، لقد عاشت رعبا كبيرا خلال لحظات قليلا .

ثمرة طيش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن