تحت ظلال الغموض: «أحدنا يكذب.»

223 27 5
                                    



مرت أصابعي برفق بين خصلات شعري الأحمر المتوهج، وأنا مستلقية على الأريكة الناعمة في المكتبة الهادئة.
كانت الغرفة معتمة قليلاً، والجو مليء بالتوتر والغموض، ولكن هذا لم يكن أمرًا غريبًا عليّ؛ لقد تعودت على قضاء وقت طويل في هذا الهدوء المريح.

كانوا ستة، ستة أشخاص..»
همست بهدوء، وأنا أتأمل الصورة الكاملة للحادثة الغامضة التي تدور حولي.

كان أحدهم قد فارق الحياة، وتم اتهام أربعة آخرين، في حين بقي الشخص السادس خارج دائرة الشبهات. سؤالي يدور حول هوية القاتل، هل هو أحد أفراد هذه الجماعة المشبوهة؟ كل منهم يمتلك دافعًا قويًا لارتكاب الجريمة.

قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، قام المقتول بالكشف عن أسرار مظلمة تتعلق بكل فرد في المجموعة.
انبثقت الاتهامات المروعة: الأول يتعاطى المنشطات، والثاني يروج المخدرات، والثالث محتال يدعي البراءة، والرابع خائن للثقة.

فهل القاتل هو أحد هؤلاء المتهمين، أم أن هناك شخص آخر يكن مصلحة خاصة في ما يحدث؟ وما هو دور الشرطة في إثارة الشكوك والتربص بالمتهمين؟ هل تعمل الشرطة بمهنية أم أنها تسعى للتحكم في التحقيق واتهام الشخص الأضعف حلقة؟

ميهان؟»
صوت صديقتي يصلني من الجانب، وهي مسترخية على أحد المقاعد في المكتبة، بين يديها كتاب غلافه الجلدي يبعث هالة الغموض والتشويق.

همهمت، ليصلني سؤالها:
«ما الذي يشغل تفكيرك ويثير تركيزك بهذا الشكل؟»

لحظات قليلة حتى أجبت بهدوء:
«أنا الآن أقوم بقراءة رواية (أحدنا يكذب) للكاتبة (كارين م. ماكمنوس)، ويبدو أني سأكتسب مهارات التحقيق النابغة بعد الانتهاء منها

نظرت إليّ هانا بعيون مليئة بالفضول والاهتمام:
«أحدنا يكذب؟ يبدو أنها رواية مثيرة حقًا.
هل يمكنك أن تخبريني المزيد عن القصة؟»

استرخيت قليلاً وبدأت في شرح ما قرأته حتى الآن.

تدور القصة حول الأستاذ (آفري) الذي يحتجز خمسة من تلاميذه في غرفة كعقاب لهم بسبب حملهم هواتف معهم. الطلاب الذين يحتجزون هم آدي، برونوين، كوبر، نايت، وسايمون. خلال فترة الاحتجاز، يشرب سايمون ماءً من كوب يحتوي على زيت فول السوداني الذي يسبب له حساسية قوية، مما يؤدي إلى وفاته

نَسِيجُ الأحرُفِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن