─
بِخُطوات ثَابتة أَجول في أروقة الوِجْدان القَابِع تَحت اليَّم. أُمتِع بَصري بالمَنظر المُتَوَاري خَلف الزُجاج الغَليظ؛ كانت المَشَاعر بشَتى أنّواعها وأشكالها تَسبحُ على نَغَمِ الحَياة بشكلٍ مُساوٍ. لتَظهَر تَقطيبة على وَجهي حينَما لاحظتُ إحدى المشَاعر مُتَخلِفة على المَجموعة، تَسبحُ بِبطءٍ وبِنَغمٍ شَجِي، مَا إن ركزتُ قليلًا على هَيئتِه حَتى عَرفتُ هُويته، انّقبضَ قَلبي على حِين غِرَّة، اهتَزت شَفتاي بِضعفٍ لِتخرج مِنها تِلك الحُروف الثَقيلة عَلى هَيئة تَفَاجؤ:
«إنه الحُزن!»
عَلى سُرعة دَقاتِ قَلبي كُنتُ أُهَرّوِلُ بِخُطواتٍ مُضطَرِبة، لإن ما شَهِدتهُ سابقًا يَدُل عَلى أنّ أحَد أفراد اليَّم حَزين، بل حَزين جدًا لِدَرجة الكَمد مِمَا أثَّر بِتناسُق نَغَمِ المَشاعِر وهذا مَا لَم يَحدُث منذ مُدة.
ما إنّ وصلتُ لِرُدْهَة حَتى توقفتُ عِند العَتَبة أُعِيد تَرّتيبَ هِنْدامي مع دَقاتِ قَلبي.
فتحتُ غُرفَ أَخواتي واحِدة تِلوَ الأُخرى أتَفقدُ حَالهن فوجدتُ البعضُ غارقًا في نَومِه، بينما ريم تَأكل البيزَا باستمتاعٍ واضِح من الأصوات التي تَخرج مِن ثَغرها، وهي تُشاهِد كَرتون ما وقد بدَت في غاية اللطافة، نعم هَذا تَأثير أخِر العُنقود، مَنظرها دَفعني للابتسام دونَ شُعورٍ مني، لكنها اختفت في ثَواني حين تَخلل صَوتُ نِقَاشٍ حَاد مَسامِعي آتٍ من المكتبة. لتَعود التَقطيبة عَلى وجهي، جررتُ قَدماي بخطواتٍ هادئة نحو المكان، لأجد بابَها مَفتوح قليلًا مِمَا سَمح لي بالمُراقبة من بَعيد دون مُلاحَضتِهنَ لي.
أولُ ما شَّد انتباهي هو شَكل ساشا المُبعثر والدُموع تَسيلُ على خَدِها دُون تَوقفٍ بينما الغضبُ والإنكار كان جاليًا في عيونها، آربيلا كانت واقفةً عَلى رأسِها تُحادثُها بصوتٍ عالي دالًا على اهتمامِها وخَوفها على الأخيرة.
«ساشا! البكاء والنحيب لن يحل الأمر، دَعينا نُعيد المُحاولة هم؟
أنت تقرأ
نَسِيجُ الأحرُفِ.
Mistério / Suspenseلكلِّ كتابٍ أو روايةٍ أو حتَّى أقصوصةٍ جوانبٌ تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، بحسبِ وجهةِ كلِ واحدٍ، فتعال معنا نأخذكَ إلى وجهةٍ لم تكن تراها في كتابٍ قرأتَه، أو تتعرّفَ على جوانبِ كتابٍ لم تقرأْهُ بعد، فلا تدري لعلّنا نشدُّكَ إليه. هنا حيثُ لا قيود للرأي،...