صانعُ الظَلام

23 4 1
                                    


كان ضوء الغرفة خافتًا في حين كنتُ أجلسُ أقرأ أحد الكتب وذلك لم يمنع أحدًا من طرق الباب ليقاطع خلوتِي.

وضعتُ الكتاب جانبًا وأردفتُ بهدوء:
«تفضّل»

فُتح الباب لتتبين لِي هوية الواقف:
«شفق؟»

«مساء الخير ميري»
ابتسمتْ وهي تلقي تحيّة المساء.

دعوتها للجلوس لكنها رفعتْ يداها بتلقائية قائلة: «أعتذر على مقاطعتكِ فقد أتيت لإطلاعكِ على أمرٍ صغير لا غير»

«حضوركِ ينير المكان فأي إزعاج هذا الذي تتحدثين عنه»
أردفتُ بمرح لتبتسم، لكن ابتسامتها تبددت حين انتبهت للكتاب الذي أقرأه
«العنوان غريب، عن ماذا يتحدث؟»

أردفتْ بفضول وهي تجلس مقابلةً لِي لأجيبها بحماسٍ:
«الغموض، والحوادث المبهمة كلها تجتمع بين ثنايا هذا الكتاب»

ازدادت التقطيبة الحائرة بين حاجبيها
«لم أفهم؟»
قالت.

ابتسمتُ أميل رأسي للجانب وأردفتُ بترنيمة لاقتْ استحسانها:
«يقول لُغز هذا الكتاب وما هو بقائل لكنني شارحةٌ إياه عبر بضع كلمات..
أنا الطيف الذي في سواد الليل ينجلي وفي شروق الصبح لا يختفي
أنا الحدث الغامض المتسبب في الآثام
أنا الحظ السيء الذي قاد البطل لذلك المكان»

دُهشت شفق وهي تقول:
«رغم أن مفهوم الروايَة لم يتضح بصورة كاملة إلّا أنني أصِبتُ بعدوى الحماس وأتوق لمعرفة باقي الأحداث!»

طغَى الغموض على نبرة صوتِي وأنا أقول:
«يوسف تجسيد للحظ السيء..
كشخصٍ متخرج من كلية الإعلام بالقاهرة بمرتبة الشرف يعمل في مجلة تدعى بمجلة المجلة؟ وياليت الوضع توقّف في هذه النقطة فقط
إن الورطة التي أُقحم بها يوسف إبان إنجازه لأحد مهماته الصحفية ليست بالأمر الهيّن إطلاقًا وكل ما حدث معه كان دليلًا وثيقًا لمدى سُوء حظه
أكثر ما رَاقني هو أسلوب الكاتب، متانة الحبكة، وقدرته على دمج الأحداث المبهمة

من منظوري الشخصي أرى أن الكِتاب هديَة لكارهي التَّاريخ فهو يُلخص بعض فتراته المظلمة في صورة مُبسطة مليئة بالتشويق
الأسرار المخفية وراء كل حدث كان المتسبب بها شخصية واحدة تُدعي "الشيء" غريب صحيح؟
غاصَ يوسف في أعماق لعبةٍ كان قائدها هو ذلك الشيء، ففي كل مرّةٍ يمضي بها إلى فترة مُظلمة من التاريخ ليكتشف حقيقة مُعينة ،كان يخسر فيها شيءً مَا بالمقابل

لكن الوضع لم يَكن نتيجَة لسوء حظّه فقط بل هنالك تفسيراتٌ أخرى ستتضح عند قراءتِك لروايَة
صانِع الظّلام»

-ميري

نَسِيجُ الأحرُفِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن