مئةُ عامٍ مِن العُزلة.

62 15 3
                                    






كانت ذات الشَعرِ الأسوَد مُستلقِيَةً على الأريكةِ في المَكتبةِ تُأرجِح قدمَيها بمَلل وتُفكِّر، لاحظَتها صديقتها عِندما دخلَت المَكتبة واستغربت؛ لَيس مِن عاداتِها أن تجلِس بمُفردها لوقتٍ طويل، اِقتربت ذاتُ العيونِ البنيَّةِ الجميلة

_«ما بِها فتاتي اليوم مُنزعجَة؟» قالت (أساوِر) وهي تُحاول تلطِيف الجَو القاتِم في المَكتبة، فالأنوارُ كانت خافِتة ولا تُساعد أحدًا على القِراءة هُنا.

_«لا شَيء كنت أفكِّر بالاعتزال عَن العالَم لمدَّة مائة عامٍ على الأقل ردّت (وداد) وهي تحرِّك عينَيها.

_«مائةُ عامٍ بدا على وجهِها ملامِحُ شَخصٍ قد تذكَّر أمرًا.

_«همم، ورُبَّما قُرون همهمت الأخرى تضع يديها تحت رأسُها وتُغلِق عينيها فلا طاقةَ لها برؤيةِ أحدٍ ومنذ مدة لَم تجِد كتابًا يُعيد لها الدهشة.

_«حسناً لقد تذكَّرت رواية قرأتُها مُنذُ مدة اسمها (مائةُ عامٍ مِن العُزلة).» قالت (أساور) وهي تتفحَّص حقيبتها.

_«حقًا! هُناك رواية بهذا الاسم؟»
اِندهشت (وداد) لتَفتح عينيها وتنظر لِلَّتي تجلِس عند رأسِها.

_«لقد وجدتُه نبست (أساور)بفرح ثمّ أخرجت كتابًا مِن حقيبتها.
_«لقد أتيت حتّى أُرجِعه للمَكتبة مَع بعضِ الكتب المُستَعارة، ولكن يمكنني منحك إيَّاه الآن

_«يبدو رائعًا أردفت ذات الشعر الأسود بينما تعتَدل بجلستِها لتكون بجانب الاخرى.

_«نعم نعم، اقرئيه

أخذت (وداد) الكتاب وأمسكته بَين يديها تتفحَّصه باهتِمام.

_«مائة عامٍ..مائةُ عامٍ، أخبريني عن ماذا يتحدث بالضَبط؟» تمتمت ذات الخُصل المُبعثرَة بفعل استلقائِها الطويل دون أن تُزيح عينيها عن الكتاب.

_«حسنًا، إنها رواية ليست سهلة ومن النوع الثقيل، عليك أخذ نفسٍ عميقٍ جدًا قبل البدء بقراءتها كما هو واضح لكِ من ضخامتها» نبّهتها (أسَاور).

نَسِيجُ الأحرُفِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن