تمشي بسعادة وهي تدندنُ بلحنِ أغنيةٍ قديمة وبين يديها كتاب تحتضنه لصدرها وصلت لوجهتها والّتي كانت مكتبة فريق يمِّ الوجدان، فتحته ودخلت متوجهةً لأحدِ الرفوف لكي تعيدَ الكتاب الّذي كانَ بينَ يديها لكنّها توقّفت فجأة ونظرت للجالسة على الأريكة بجانبِ النافذة وتضع يدها على خدها مهمومة، تقدّمت منها وقالت:
«مابكِ مريم هل تعانينَ مِن مشكلةٍ ما؟»رفعت مريم رأسها ونظرت لمُحدّثتها بعبوس:
«لا شيءَ مُهم.»« بلى هُناك شيء أخبريني ما بكِ.»
تنهّدت مريم على عنادِ صديقتها وقالت :
«كلُّ ما في الأمر أنّني لم أعد أحافظُ على صلاتي مثلَ السّابق، أصبحتُ أتكاسل في أدائها دائمًا ولا أعلمُ كيفَ أتخلّصِ مِن هذهِ العادة السيئة.»همهمت بهدوءٍ ثمّ قالت بحماس وهيَ تقفُ متجهةً لأحدِ رفوفِ المكتبة وأخذت كتابًا مِن هُناك:
«منذُ أيام قرأتُ كتابًا بعنوان (فاتتني صلاتي) كتابٌ مِن للكاتب إسلام جمال. وجّهَ هذا الكتاب لمن لا يُصلون ويتهاونون على الصلاة، في هذا الكتاب سوفَ تجدينَ أحسنَ الطُرقُ للمواظبةِ عليها لأنّنا نعلمُ بأنَّ الصلاةِ هيَ السبيلُ للسعادةِ والطمأنينة.»قالَ إسلام في أحدِ صفحاته :
«في الصغرِ اعتدنا أن يأمرنا مَن يكبرنا بالصلاة .. فنمتثلُ للأمر ثمّ نذهبِ لنِصلي فنجدَ أنَّ الصلاة ثقيلة..فنتركها! نسمعُ شيخًا يتحدّثُ عَن الصلاة وأهميتها وعقوبةِ تاركها فنذهب لنصلي فنجد أنَّ الصلاة ثقيلة فنتركها ظنًا أنَّ مَن يأمرنا بِها لايشعُر بما نشعر به، ظنًا أنَّ مَن يحافظُ عليها لديه هبة إلهية ليست عندنا، أنتظرنا تلكَ الهبة طويلًا حتّى فاتتنا صلاةُ بعد الصلاة لأنّنا لم نَحلّ أصل المُشكلة وهوَ لماذا تبدو الصلاة ثقيلة.»تأملت مريم الكتاب الّذي بينَ يديها وقالت:
«هل هذا الكتاب يُعطي حلولًا عَن كيفَ نواظبُ على الصلاة؟»«أجل طبعًا.»
«كم عدد صفحاته؟»
«لديه 215 صفحة.»
ابتسمت مريم :
«سأقرأه إذًا شُكرًا لكِ جدًا هانا.»اِبتسمت هانا بهدوء وقالت:
«لا شُكرَ على واجب»إعداد: هانا.
أنت تقرأ
نَسِيجُ الأحرُفِ.
Mistério / Suspenseلكلِّ كتابٍ أو روايةٍ أو حتَّى أقصوصةٍ جوانبٌ تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، بحسبِ وجهةِ كلِ واحدٍ، فتعال معنا نأخذكَ إلى وجهةٍ لم تكن تراها في كتابٍ قرأتَه، أو تتعرّفَ على جوانبِ كتابٍ لم تقرأْهُ بعد، فلا تدري لعلّنا نشدُّكَ إليه. هنا حيثُ لا قيود للرأي،...