ياسمين العودة

9 0 0
                                    

تنهدت كعادتي بينما أرى كاز يشاهد التلفاز ويضرب كفًا بكف، يعني لا أعرف لكن لم قد يحب شخص أن يجلب لنفسه الاكتئاب بمشاهدة الأخبار؟ نظرت إلى الخبر المعروض وعقدت حاجبيّ بشدة وكره نفذ من بين عيني

«أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة اثنين آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال اشتباك مسلح وقع بالقرب من معسكر وحاجز سالم العسكري غرب مدينة جنين.
وقالت مصادر محلية أن قوات الاحتلال احتجزت جثماني الشهيدين، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال في المنطقة نفسها، ونقلهما إلى مستشفى جنين الحكومي.
وكانت كتيبة جنين -كفر دان التابعة لسرايا القدس- قد أعلنت استهدافها معسكر سالم بالرصاص، وأن عناصرها قد أوقعوا إصابات محققة في صفوف جيش الاحتلال.»

٢٧/٤

تنهدت وقد بدأ المراسل في الحديث وكلما فتح فمه خرج بحقيقة أعظم سوءًا، لذا، عندما اكتفيت، سحبت منه جهاز التحكم وأنا أقول:
«توقف عن إصابة نفسك بالاكتئاب! سينتصر الحق، الحقّ أبلج والباطل لجلج»

تنهدت بغضب مكتوم، ثم أراد تغيير الموضوع، فجال بنظره حول الغرفة حتى توقفت عيناه على كتابي الذي كنت أقرأه قبل أن أبدأ بتأمله، فسأل بفضول:
«ما قصتك مع الياسمين؟ هذا ثالث كتاب يحمل عنوان الياسمين خلال هذا الأسبوع!»

سحبت كتابي ثم جلست قربه وأنا أقول:
«لأنها سلسلة واحدة لخولة حمدي، غربة الياسمين، عودة الياسمين، وياسمين أبيض»

ابتسم بحماس وهو يقول:
«إذا هذه المرة سأسمع المزيد عن عمر الرشيدي؟»

رفعت حاجبي وقلت:
«يبدو أنك تعلقت بشخصيته، ولا ألومك صراحة فشخصية عمر شخصية جذابة مذهلة»

قلت له بحماسي الفائض كالعادة:
«حسنًا لنرى، تدور الأحداث بعد عدة سنوات، بعد إطلاق سراح عمر الرشيدي، حيث يحصل على صك تعويض بمبلغ هائل، بينما تخطب ياسمين لهيثم، ابن صديق والدتها، وتعمل رنيم في بلدها على محاولة العودة، تظهر عدة شخصيات جديدة في هذا الجزء، مثل رانيا، أخت رنيم، وآية، قابل والدها عمر الرشيدي في المسجد، وهناك، أخذه لمنزله وعرفه على ابنته، ثم بعد فترة عرض عليه الزواج منها، آية ووالدها فلسطينيان وقد عرفا عمر بشكل أقرب وأهم على القضية الفلسطينية بجميع جوانبها، فقرر عمر الرشيدي الخوض في غمارها وتحدي السلطات، وساعده في هذا صديقه، هيثم، زوج ياسمين، تظهر أيضا سكينة، أم ثكلى في أولادها بسبب قوانين المكان التعسفية هناك»

ابتسمت برضى على آخر كلمة قلتها، ثم قلت كعادتي عندنا أقرأ كتابا جديدا:
«من أجمل الاقتباسات في هذا الكتاب قول ياسمين لرنيم
ثم ما هو الحب؟ ألا يمكن أن يكون نتاج كل هذا مجتمعا؟ لماذا تحصرون العواطف في قوالب هوليودية نمطية؟ تلك صورة تجارية للحب، كسراب نلاحقه ولا نحظى به أبدا، كأنه مأساة أو لا تكون، هل يجب أن تشتمل القصة على فراق وألم وآهات مسهدة وعواطف ملتهبة حتى تكون العلاقة حقيقية؟ لماذا لا تكون طمأنينة وسكينة وانسجاما ومودة؟»

ابتسم بدوره وهو يقول:
«أعرف الجملة التالية مسبقا، لذا سأستعير الكتاب وشكرا لك حلوتي»

قال هذا قبل أن يربت على رأسي ويبدأ القراءة متحمسا.

-إيلين

نَسِيجُ الأحرُفِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن