رَمت بالكتاب برفقٍ على المائدة مرسلةً له للجانب الآخر لتلطقته المُقابلة لها، تحَدّثت (آمَاي) صاحبةُ الكتاب: «لستُ مِن الّذين يقرأون كثيرًا على تواصل، لكنّني قرأتُ آخر ستّين صفحة منه بأقل مِن ساعتين.»تحدّثتْ (خَيال) بعد رفع أنظارها للأخرى:
«لا تحبّين القراءة؟»نفتْ آمَاي قائلة: «أحبّها، لكن لا يشدّني شيء للقراءة كثيرًا، خاصة وبآخرة فترة انشغلت، لكن الرّواية هذه تستحق.»
تحسّستْ خَيال الغلاف قارئة اسم الكتاب: «"متحف الأرواح" يبدو رعب، لكن يشوبه الغموض، صح؟»
آماي: «صحيح، متحفٌ مخفيّ في منزل الجَدّ المنبوذ تكشفه أصغر حَفيدة بعد عودتِها مِنَ سفر دراستها.»
خيال: «لمَ منبوذ؟»
آماي: «غريب، انطوائي، لا يُحادث أحدًا ولا يُخالط سوى الكتب، وابنه الوحيد -مِن زوجته الّتي تركته- رأى منهُ جرائم القتل في المنزل.»
تبسّمت خَيال لتردف بفخر: «(السّيد الرّافعي) مُصر على جعلي أحبّ كتبه أكثر فأكثر!»
ابتسمت المقابلة فبدأت بروي ملخّصٍ عَنِ الكتابِ قائلة: «صغيرة العائلة كانت خارج البلاد للدّراسة، عادت وهيّ لا تملك مكانًا تقطُنَ فيه، ثمّ بالنّهاية أُرغمت على العَيش مَع جدّها المنبوذ، لمَ؟ كما أخبرتكِ سابقًا.»
همهمت خيال لتُكمل رفيقتها:«الجَدّ مريض، لا يتحكرّك ولا يتفاعل مَع مُحيطه منذ إثني عشر عامًا تقريبًا، يعيشُ مَع خادمة ومع طبيب له، والحفيدةُ تذهب للعيشِ هناكَ كذلك، في اليوم الثّاتي لها في المنزل تكتشفُ غُرفةً سريّة، وما بها هذه الغرفة؟ تماثيل أشخاص متقنة الصّنع. مَا مِن أحد في المنزل يعرف عَن الغرفة تلك شيء، ولا حتّى التّماثيل، الغريب أنّه بعد يومين بات الطّبيب والفتاة يرون التّماثيل تتحرّك لوحدها في أرجاء المنزل، وتاليهم الخادمة، يرون التّماثيل تتحرّك بالمنزل فتختفي فجأة، وتعود لمكانها لوحدها.»
صمتت فتناولة فنجان قهوةٍ ترتشفُ منه، وبقيّ المكان على صمتٍ لفترة، قطعت خيال هذا الوضع قائلة:«ماذا بعد؟»
«إنّه سر.»
أجابتها آمَاي بهدوء ببتسامةٍ جانبيّة فقالت:
«إن أخبرتك يذهب كلّ حماسك وتشويقك! عليكِ قراءتها كاملة لتعرفي النّهاية.»خيال: «غالبًا لن أفعل؛ لديّ الكثير مِنَ الأعمال والكتب، أخبريني!!»
نفت آمَاي لتقول مِن جديد: « بصراحة لا اُحِب حَرفَ أحَداثِ الروايات حتى لِمن يَطلبُ هَذا، إنّها جَميلة ولنّ تندميّ على قِرائتِها أعِدُك.»
غمزت لها ثُمَّ عادت لتناول فنجانها.
إنتحبت خيال بلا حِيلة، وتركتها الأُخرى بإبتسامة تستمتعُ بكوبها وتراقبها بينما تُمثل البُكاء وترجوها أن تُكمِلَ الحَديث كما يحصُل دائمًا.
-آمـاي-
أنت تقرأ
نَسِيجُ الأحرُفِ.
Mistério / Suspenseلكلِّ كتابٍ أو روايةٍ أو حتَّى أقصوصةٍ جوانبٌ تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، بحسبِ وجهةِ كلِ واحدٍ، فتعال معنا نأخذكَ إلى وجهةٍ لم تكن تراها في كتابٍ قرأتَه، أو تتعرّفَ على جوانبِ كتابٍ لم تقرأْهُ بعد، فلا تدري لعلّنا نشدُّكَ إليه. هنا حيثُ لا قيود للرأي،...