مالذيّ حدثَ "لرِيـبـيكا" ؟

22 4 2
                                    




رفعتُ القلم عن الورقة الصَافية أتأملها بتفكير، لم أكتب شيءً منذ ساعة فقط أُحدّق بالورقة وهي بدورها تحدق بي

«ماذا دهاكِ ميري،هل بالصدفةِ أُعجبتِ بالورقة لتتأمليها هكذا بشرود؟»

ضربَ هذا الصوتُ في عقلي لأقفز من مكاني بفزع
«من هذا الذي يُحدثني؟»

التفتُ حولِي لكنني لم أجد أحدًا
«أظنني أتوهم، هذه الورقة أثّرت على أفكاري» نظرتُ للورقَة أمامي بانزعاج

«لا، لستِ تتوهمين»

«من أنت؟» صرختُ وأنا التفُّ بغضب

«أنا أفكاركِ ومنبع أسراركِ» أردف ذلِك الصَّوتُ مجددًا لكنني لم أفزع هذه المرَّة بل تمالكتُ نفسِي وجلستُ بهدوء

«ماذا تقصد؟»

«ليس هذا ما أبتغِي الحديث عنه، بل شيءٌ آخر»

«شيءٌ آخر؟» كررتُ ذات الجملة ليهمهم ذاك الصَّوت
طالَ صمته وقبل أن أتحدث مُجددًا قاطعني طالبًا الإصغاء

«تَذكرِين تِلك الرِّواية التي قرأتيها في كانون الثاني من العام المَاضي؟»

رمشتُ بعدم إستيعاب وحملقتُ في الفراغ لبرهة لِيردف ذلك الصّوتُ مجددًا:
«أستميحكِ عذرًا ميري، لكن كيف تنسين الكِتاب الذي شغرَ مكتبتكِ لأيامِ طِوال؟»

«أنا أقرأ العديد من الكتب فكيف لِي أن أتذكر أحدهم»

سألتهُ بِملل لِيجيب:
«لكنكِ لم تقرئي روايةً غيرها في ذلك الشّهر»

«أحقًا لم أفعل؟»
سألته لكنني بذلك كنتُ أسئل نفسِي
أظنني حقًا لم أفعل

«ذكِِّرني بِها لو سمحت..» قُلت

«بَطلةُ روايةٍ ليست كباقي البطلات»

«لِمَ وماذا كان اسمها؟»
سألتهُ بتعجب لِيجيبني باستخفاف:

«لم يرِد اسمها في الكِتاب»

«تمزح صحيح؟»

سألتُه لِيقول:
«ليس وقتَ المزاح

«حسنًا، يمكنك أن تتابع»

«مِن فتاة خجولة مربكة إلى سيدة إقطاعية ماندرلي لكنها كانت تَرى أنها ليست كفؤًا لذلك، تعلمين لِم؟ لأنها كانت تفتقر إلى الثقة بنفسِها ولأن مُدبرة المنزل زادت الوضع سوءً بمقارنتها المستمرة بينها وبين السيدة دي وينتر الأولى الرّاحلة»

«وكيف رَحلتْ السيدة دي ونتر الأولى؟»

«هذه هي الحلقة المفقودة في الرِّواية واهم جزء فيها، ستدور الأحداث حول لغز وفاة السيدة دي وينتر الاولَى وستكشف حقائِق مُثيرة لاحقًا»

«أحببتُ ذلك! ماذا كان اسم الرواية؟» غلبَ الحماس على نبرة صوتِي لِيجبني ذلك الصَّوت

«رِواية ريبيكا للكاتبة دافني دو مورييه»

-ميري-

نَسِيجُ الأحرُفِ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن