بينما ينام الجميع في مقر يَم الوِجدان، كان هنالك ٣ أشخاص قرروا البقاء مستيقظين تلك الليلة
شفق كانت مِنهم بالتّأكيد فهي خفاش ليلِيّ، أما كاز فقد كان يتابع الأخبار بإنتباه شديد.
بينما كان هناك شخصٌ ثالث يجلس بالمقلوب واضعًا قدميه على الحائط، ويقرأ كتابًا بينما يرتشف من كوب الحليب بالفانيلا.
أغلقت إيلين الكتاب بعنف فجأة:
«ماذا كان سيحدث لو تركنا هتلر يكمل حرق اليهود؟ كنا ارتحنا على الأقل من هم يلاحقنا»جذب حديثها إنتباه كاز، ليغلق جهاز التّلفاز ويسألها بفضول:
«ماذا تقرأين؟»«فلسطين، العاشقة والمعشوق»
عقد حاجبيه باستغراب من الاسم وسأل
«عن ماذا يتحدث؟»اعتدلت إيلين في جلستها بسرعة وبدأت تتحدث بسرعة بالكاد استطاع من أمامها فهمها:
«يتحدث الكتاب عن قصة حب نشأت في لحظاتٍ صعبة، يتحدث عن فتاة تدعى فلسطين، درست المحاماة، ليس حبّا فيها ولكن لأنها التّخصص الّذي سمحت بها نسبتها، وفي يوم ما يكلفها السّيد عابدين بمهمة زيارة بعض الأسرى، كانوا أربعة أسرى، أحمد، هيثم، حسين، وعبد القدوس، كلفتها المحامية مجادولين، وزوجة السيد عابدين بأن تحضر رسالة من الأسير أحمد لخطيبته ساجدة، لكن لأنها لم تكن مركزة، ظنت أنّ ساجدة خطيبة عبد القدوس، وطلبت منه إرسال رسالة لها، لكنه قال لها أنّه لا يملك خطيبة ويريد إرسال رسالة لأمه، وقتها تعاملت معه فلسطين بوقاحة ورفضت تركه يكمل رسالته متذرعة بأنّها لا تملك وقتًا، وخرجت من المعتقل، غضب الجميع منها لتصرفها، وقبل وصلوها إلى المكتب وصلت لسيد عابدين رسالة من عبد القدوس، أو الغضنفر كما يناديه الجميع، يقول فيها "لا أحب الآيسكريم أرسل لي رغيفًا بالزيت الزعتر" قاصدًا لقائه بفلسطين، فقرر السيد عابدين إعفائها من مهمة زيارة الأسرى والاكتفاء بالأعمال المكتبية، ورغم أنّها أظهرت برودًا خارقًا وهي تتحدث معهم إلا أنّها ندمت على فعلتها، وفي وقت لاحق من اليوم، اكتشفت فلسطين أنّ عبد القدوس هو نفسه فارسها المغوار الذي تنتظره، فقد أنقذها وهي طفلة م...»
«لحظة توقفي إيلين! كيف اكتشفت ذلك أساسًا؟ وممَ أنقذها؟»
غمزت له بتلاعب وقالت:
«إقرأها بنفسك واكتشف»أطرق يفكر ثم سأل:
«من كاتبها؟»«الأسير والمهندس عبد الله غالب البرغوثي، صاحب أعلى حُكُم في تاريخ القضية الفلسطينية والمحكوم عليه بسبعة وستين مؤبداً، وخمسة آلاف عام ومئتين، وصاحب أكبر ملف أمنِيّ بتاريخ أجهزة الأمن الصهيوني»
«هل هناك نسخة منها في المكتبة؟»
«لقد أنهيت قرائتها وسأذهب إلى النوم الآن، يمكنك قرائتها كازي»
ابتسم بامتنان وقال:
«شكرًا إيلين، وأحلامًا سعيدة»~~~
هل قرأتموها سابقًا؟
ما رأيكم في شخصية فلسطين؟
ومن شخصيتكم المفضلة؟
~إيلين 3>
أنت تقرأ
نَسِيجُ الأحرُفِ.
Mystery / Thrillerلكلِّ كتابٍ أو روايةٍ أو حتَّى أقصوصةٍ جوانبٌ تختلفُ من شخصٍ إلى آخر، بحسبِ وجهةِ كلِ واحدٍ، فتعال معنا نأخذكَ إلى وجهةٍ لم تكن تراها في كتابٍ قرأتَه، أو تتعرّفَ على جوانبِ كتابٍ لم تقرأْهُ بعد، فلا تدري لعلّنا نشدُّكَ إليه. هنا حيثُ لا قيود للرأي،...