الفصل الخامس عشر

184 8 0
                                    


(لست نادم)

عند منتصف النهار أنهى عمله البسيط ومن ثم هتف بإرهاق موجها حديثه لرئيسه في العمل (بقول لك إيه يا اسطى هروح على القهوة كده اشرب لي كباية شاي وسيجارة ماشي؟

أومأ له الرجل مردفا بصرامة: ما فيش مشكلة يا حسام بس ما تتأخرش.

دقائق قليلة وكان يجلس في المقهى القريبة من عمله ثم طلب كوبا من الشاي وأشعل سيجارته وراح يستنشق دخانها بهدوء
امسك بهاتفه وفتح الإنترنت ثم تطبيق الماسنجر
قطب حاجبيه بدهشة عندما أبصر اسمها في الرسائل ففتحها على الفور وسرعان ما ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه عندما قرأ محتوى الرسالة فأيقن أنها تتمزق مثله بل ولربما أكثر منه
ففتح لوحة المفاتيح وبدأ يكتب لها: أنت كمان وحشتيني أنا تمام.

ثم بدأ يكتب لها: أنا يا فرحتي يحاول اشتغل زي الحـ مار عشان اشيلك من دماغي بس والله مش قادر يحاول أتقبل أنك مش ليا بس مش قادر اقتنع.

أرسل تلك الرسالة ثم اغلق هاتفه بعد أن أبصر الصبي يحضر له كوب الشاي
فشكره بدوره ثم راحة يرتشف منه على مهل وصورتها الحلوة لا تغيب عن عينيه وذهنه.

❈-❈-❈

وقفت في منتصف المطبخ تتأمل خصلاتها التي تطايرت فوق الأرضية بابتسامة رضا فالبغيض زوجها كان يحب شعرها كثيرا وهي حرمته من أكثر شيء يحبه بها وأرادت لو أنها تمزق جـ سدها أيضا لكنها لم ولن تستطع ليس من أجلها هي بل من أجل صغيرها.
لكنها سرعان ما راحت تقنع نفسها بأن صغيرها لن يموت بعدها فوالدتها ستأخذه وتربيه كما ربتها هي وشقيقاتها.

أومأت بقوة وكأنها اقتنعت بذلك الحديث فرفعت المقص عازمة على إنهاء حياتها أيضا لكنها أجفلت على صوت الصغير يأتي من خلفها ويقول: ماما عايز اشرب.

ألقت المقص جانبا وتنهدت بقوة ثم استدارت إلى ابنها ونزلت إلى مستواه ثم عانقته بقوة وراحت تنتحب بصوت يمزق نياط القلوب.

أما عن يونس فسرعان ما تشبث بها وراحا يشاركها البكاء.
حق هو لا يعلم شيئا بسبب عقله الصغير لكن كل ما كان يتصوره بأن والده يضربها كل ليلة لذا كره والده كثير وبغضه.

❈-❈-❈

تنهيدة كبيرة خرجت من أعماقه عندما فشل في تذكر ما حدث بينهما بالأمس فاستدار إليها كي يسألها إلا أنه شعر بالحزن عندما أبصر حالتها المزرية فقد كانت تبكي وتبكي دون توقف وكحل عينيها اختلطا بدموعها مما أعطاها منظر مزري للغاية.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن