الفصل الثاني والثلاثون

122 8 0
                                    


(أميرة)

جالسا في مكتبه يستعيد ذكرياته معها منذ الوهلة الأولى التي رآها فيها
ذلك اليوم الذي سرقت فيه قلبه واحتلت كل كيانه وقلبت حياته رأسا على عقب وحتى إعلانه الانفصال عنها.
من يصدق بأن سيأتي يوم كهذا يوم يطاوعه فيه لسانه على نطق تلك الكلمات لكن ما باليد حيلة وهي التي أوصلتهما إلى ذلك الطريق المسدود.
وكان السؤال الذي يراود عقله في تلك اللحظ هل سيستطيع العيش بدونها بعدما ذاق حلاوة قربها؟
هل سيستطيع التخلي عنها بهذه السهولة؟
وكان الجواب في كل مرة بالطبع لا.
لذا عليه أن يتروى ويحاول التحدث معها ثانية عله يصل معها إلى حل يريح قلبهما اقتنع بتلك الفكرة
ثم هب واقفا ساحبا مفاتيحه وهاتفه دالفا للخارج عازما على الحديث معها وحل الخلاف للأبد كي يعيشا سويا في هدوء واستقرار.

*

بفم مفتوح وعين متسعة كانوا يرمقونها وهي تدخل الشركة.
لاحظت نظراتهم تلك فمنحتهم ابتسامة صغيرة ثم اتجهت نحو المصعد وقبل أن تفتح الباب أبصرته يقف قبالتها يرمقها بعدم تصديق.
فلقد كانت تشبه الأميرات بطلتها خاطفة للأنفاس والقلوب هكذا كان يتخيلها في منامه فتاة جميلة محتشمة.
خفق قلبه بجنون وثقلت أنفاسه حاول أن يشيح ببصره عنها إلا أن عينيه أبت الانصياع لرغبته فبقي مكانه يحدق بها.

أما عنها فشعرت بالدهشة عندما رأته لكن رغما عنها تبادلت معه النظرات لكنها سرعان ما تذكرت ما حدث بينهما وأشاحت ببصرها بعيدا عنه هاتفة بسرعة: باش مهندس يوسف عامل إيه؟

ازدرد ريقه بصعوبة ثم أجابها بخفوت: شكلك حلو أوي يا لارا الحجاب خلاكي أجمل من الأول بكتير وكأنك أميرة متوجة.

اغتـ صبت ابتسامة مجاملة فوق شفـ تيها ثم أومأت له مغمغمة: شكرا يا باش مهندس بعد أذنك عشان عندي شغل كتير.

حاول أن يبحث في عقله عن حجة للحديث معها إلا أنه لم يستطع فجمالها الأخاذ سلب لبه بأكمله فهز رأس ثم ودعها بابتسامة وانصرف وهو يمني النفس بأن يعود لها مرة ثانية  فهو أيقن بأنها كالهواء والماء بالنسبة له.
لكن ماذا عن العروس المنتظرة التي تنتظره اليوم هي وعائلتها هل سيتخلى عنها وكيف سيخبرها بعدم رغبته في الارتباط بها؟
وبماذا سيخبر والده وهو حذره مرارا وتكرارا
هز رأسه بعنف كي يترد تلك الأفكار المتزاحمة في عقله عازما على الهدوء والتريث كي يجد حلا مناسبا لتلك المعضلة.

*

عودة إلى تركيا التي كانت فيها الأجواء مشتعلة للغاية.
دب الذعر في أوصاله عندما أبصر مراد عواد في تلك الحالة الشرسة فابتلع ريقه بخوف وراح يبحث بعينيه عن مكان يستطيع منه الهرب إلا أنه لم يجد فبقي مكانه ينتظر مصيره المحتوم.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن