الفصل الثامن والثلاثون

134 6 1
                                    


(لأجلك انت)

لم تذق طعما للنوم منذ البارحة فبعدما تركها أدهم وذهب غاضبا بقيت مستيقظة حتى الصباح تفكر في كل ما حدث معها في الآونة الأخيرة بدءا من خطتها مع مرام لينتهي بها الأمر بالاتفاق مع حازم لتفرق أدهم عن فريدة
لكن مع شديد الأسف تلك الخطة باءت بالفشل الذريع وفازت تلك الفريدة عليها مجددا والأدهى من ذلك ابتعاد ابنها عنها بل كرهه لها ناهيك عن نظرات الغضب التي يرمقها بها.

أغمضت عينيها بإرهاق ثم انحنت واضعة رأسها بين راحتي يدها مغمغمة بخفوت: الظاهر انك حسبتيها غلط يا فيروز وكل حاجة اتهدت فوق دماغك بس ايه اللي في ايدك تعمليه دلوقتي؟
أمير مات وأدهم بعد عنك وما بقاش طايقك لازم تفكري في حل تصلحي بيه كل اللي هببتيه ده.

أجفلت من شرودها على صوت مرام التي تأوهت بصوت مسموع وهي تضغط على جبينها بقوة مغمغمة بإعياء: انا فين وايه اللي جابني هنا؟

تطلعت إليها فيروز بازدراء مجيب اياها بحنق: انت هنا يا مرام ادهم جابك بعد ما كنتي سكرانة طينة تقدري تقولي لي ايه الجنان اللي انتي بتعمليه ده؟

أجابتها بعد أن استقامت: الجنان ده انتم السبب فيه مش انا ابنك اللي مش بيدور عليا ولا بيفكر فيا من الأساس
وانت ما بقتيش فاضية لي كل تفكيرك تفرقي بين ادهم وفريدة واللي من الواضح كده انه ما فيش حاجة هتفرق بينهم غير الموت عشان كده بلاش تلوميني وتعتبيني من باب أولى تلومي نفسك
لما انت عارفة ان ابنك مرتبط بمراته اوي كده كنتي بتدخليني في لعبة انا مش قدها ليه؟

فغرت فيروز فاهها بعدم تصديق من هول ما تستمع إليه من مرام فالآن تلومها وتتهمها بأنها أفسدت لها حياتها بدل من أن تشكرها لأنها ساعدتها في الزواج من الرجل الذي تحبه!
فتحت فاهها لتتحدث إلا أنها صمتت عندما أكملت مرام حديثها المعاتب: ما فيش داعي للكلام يا فيروز هانم انا مش بلومك ولا بعاتبك انا غلطانة زيي زيك بالظبط كان لازم افهم ان عمري ما هيكون لي مكان في حياة ادهم ما انا كنت قدامه السنين دي كلها دلوقتي هيكون لي مكان في حياته عشان كده انا هفضل هنا لحد ما اولد وبعد كده هسيب لكم ابنكم تربوه وانا همشي واكمل حياتي يمكن اعرف ابدأ من أول وجديد.

هبت واقفة متجهة إلى الدرج تاركة فيروز مشدوهة من حديثها فمرام هي الأخرى تخلت عنها وتركتها بمفردها لذا عليها أن تكون قوية وتستسلم لهزيمتها.

❈-❈-❈

أطفأت سجارتها في المنفضة ثم أراحت بظهرها فوق الأريكة وهي تبتسم بدهاء فمراد سيعود لها لكن سرعان ما تجهم وجهها عندما تذكرت حديثه عبر الهاتف حينما أخبرها بأنه يفعل كل هذا من أجل زوجته الصغيرة
لذا عضت على لسانها بغضب هاتفة بتوعد: لما نشوف يا سي مراد ويا انا يا هي الجربـ وعة دي إما خليتك ترميها رمية الكلاب وترجعها للشارع اللي جبتها منه ما ابقاش ناريمان.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن