الفصل العشرون

173 7 0
                                    


(فاجعة)

لم يصدق والدها ما استمع منها للتو كيف تقول إنها تحبه وهو تزوج بأخرى!
فسألها وهو يكاد يجن: أنت يا بنت اتجننيني ولما أنتي بتحبية وهو بيحبك اتجوز عليكي ليه  وما اتجوزش أي حد لا ده اتجوز خطيبته الأولانية.

لم ترد فريدة أن تفضح أدهم أمام عائلتها وكذلك مرام خاصة أنه سيسقط من نظر والدها عندما يعرف بما اقترفه لذا فضلت الصمت وإخفاء تلك الحقيقة على والدها الذي فهم ما يدور بخلد ابنته فباغتها متسائلا: في حاجة تانية بس أنتي مش حابة تقولي عليها مظبوط يا فريدة؟

أومأت له بالموافقة
فاستطرد وهو يربط فوق يدها التي وضعتها على فخـ ذها: أنتي شبه أمك في كل حاجة يا بنتي أمك برده عمرها ما طلعت أسرار بيتنا لأي حد ورغم أن الستات اللي حواليها كانوا بيحكوا وبالتفاصيل كمان لكن هي ما كانتش بترضا أبدا بده عشان كده احتراما للخصوصية اللي بينك وبين جوزك واحتراما كمان للسر اللي أنت مخبياه أنا  مش عايز اعرف حاجة بس خليكي عارفة ومتأكدة أن بيت أبوكي مفتوح لك في أي وقت وأوعي تتنازلي عن كرامتك يا فريدة أو تسمحي لحد يهينك مرة تانية أنت غالية يا بنتي واللي زيك ما بيبقوش كتير اليومين دول
مش بقول كده علشان أنتي بنتي يشهد ربنا إني قاصد كل حرف بقوله.

تنهدت براحة ومنحت والدها ابتسامة رائعة ثم دنت منه على حين غرة واحتـ ضنته بقوة وهي تحمد الله للمرة التي لا تعرف عددها لأنه منحها أبا متفاهما كهذا وزوجا يحبها كأدهم.

❈-❈-❈

تسير برفقته وهي تتأبط ذراعه بسعادة كبيرة وهي تراه يدللها ويهتم بها ويشتري لها كل الأشياء التي تريدها وذلك الشعور لم تجربه من قبل وعلى الرغم من حنقها منه أحيانا بسبب مشاعره الباردة ومعاملته الجافة نوعا ما إلا أنها تتفهم ذلك وتعلم علم اليقين بأنه بسبب التجربة المريرة التي مر بها
دون شعور منها أسندت رأسها على كتفه وهي تتنهد براحة.
أما عن مراد تركها فهو يعلم انها ما زالت صغيرة وتريد كبقية الفتيات أن تشعر بحب وحنان الشخص الذي معها وهو على يقين انه لم يستطع أن يوفر لها تلك الأشياء
ففي وجهة نظره بعد ما حدث له أن الحب مجرد كماليات.
ظلا يسيران وهما على ذلك الوضع حتى أجفل على صوتها المرتفع يقول وهي تصفق بحماس: غزل البنات بحبه أوي يا مراد أنا عايزة واحدة.

هز رأسه بعدم تصديق وهو يكاد يجن من تصرفات تلك الصغيرة فزفر بقلة حيلة ثم تقدم من ذلك البائع وابتاع لها كل ما بحوزته مما جعلها تصرخ وتقفز كالأطفال
فرمقها بحدة مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة وتهتف بصوت منخفض: اسفة اسفة والله مش هعمل كده تاني.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن