الفصل الثالث والثلاثون

127 6 4
                                    


(اشتقت لك)

بابتسامة واسعة ولجت الغرفة ترحب بهم بحفاوة بعدما استدعتها والدتها سلمت على الجميع ثم جلست بجوار والدتها.
تأملتها والدة يوسف بتمعن فشعرت بعدم الراحة لتلك الفتاة لكنها لم تبوح بما يدور في خلدها
منحتها ابتسامة مجاملة ثم اندمجت في الحديث مع باقي الجالسين.
أما عن الحاج الرشيدي فلم يختلف شعوره عن شعور زوجته لكنه اقنع نفسه بأنه ليس هو من سيتزوج بل ابنه فتنحنح بحرج ثم هتف دون مقدمات: أحنا النهاردة جايين نطلب منكم ليوسف ابني الآنسة أروى وطبعا أنا مش محتاج أكلمكم عن يوسف لأن أكيد أروى قامت بالمهمة دي.

تبادل والد أروى النظرات مع والدتها ثم زفر باستسلام هاتفا بجدية: وأنا موافق يلا نقرا الفاتحة.

انصاع الجميع لطلبه ثم شرعوا في قراءة الفاتحة وسط سعادة أروى وحزن يوسف
وبعد أن انتهوا همس محمد في أذن شقيقه: بيقولوا عليك مغصوبة يا بيضا.

رمقه يوسف بتوعد ولم يعقب فتنحنح محمد بحرج ثم التزم الصمت.
وبعد وقت قليل انتهت تلك الزيارة بعد أن حددوا موعدا للخطبة وهي بعد أسبوعين من الآن.

❈-❈-❈

فتح عينيه بصعوبة وهو يشعر بألم في سائر أنحاء جـ سده كمن تعرض لضـ رب مبرح للتو.
تحامل على نفسه ثم استقام جالسا وسرعان ما تذكر ما حدث معه قبل أن يسقط مغشيا عليه فشعر بالخوف ورغما عنه دمعت عينيه فلأول مرة يشعر بالخوف والوحدة وكذلك القهر وما أصعب من قهر الرجال.

رفع يده ثم مسح دموعه لكنه شعر بحركة خفيفة فنظر باتجاه الصوت فانقبض قلبه عندما أبصرها تدنو منه وعلى وجهها يرتسم الغضب.

ابتلع ريقه بخوف ثم تساءل بصوت مرتجف: شهد إيه اللي جابك تاني؟

تطاير الغضب من مقلتيها ثم أجابته بصوت غليظ: ده بيتي فيه ايه يا محمود أنت مش عايزني آجي بيتي ولا إيه؟
وبعدين أزاي تشيل صورتي من الأوضة فورا تقوم ترجعها تاني وعلى الله تعمل حاجة من غير ما ترجع لي مفهوم؟

هز رأسه بهستيريا مغمغم: مفهوم مفهوم.

ابتسمت ابتسامة مرعبة ثم دنت منه على حين غرة مما جعله يرجع إلى الوراء فسقط من فوق الفـ راش بعنف مما جعله يتأوه بألم.

ابتسمت برضى على حالته تلك ثم هتفت بتوعد: هو أنت لسة شفت حاجة يا محمود يلا وقم رجع صورتي مكانها  ومش بس كده عايزاك تعلق لي في كل مكان في البيت صورة وأياك ارجع بكرة ما ألاقيش كلامي اتنفذ مفهوم.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن