الفصل الثلاثون.

147 7 0
                                    


(جنون)

تطاير الشر من مقلتيه عندما تفوهت بذلك الحديث فلم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها من فوق قدميه لتسقط أرضا وهب واقفا يدور في الغرفة كالأسد الجريح وهو يجذب خصلاته بعنف صارخا بكل ما يعتمر في قلبه من غضب: تاني حازم الفيومي تاني يا فريدة.

انسابت عبراتها من مقلتيها فوق وجنتيها ولم تعقب.
فدنا منها جالسا أمامها فوق عقبيه وهو يمسك بمنكبيها ويهزها بعنف مستطردا حديثه الغاضب: ما فيش فايدة فيكي كم مرة حذرتك ووعدتيني أنك مش هتخبي عليا حاجة بس الظاهر أني كنت غلطان لما صدقتك ووثقت فيكي.

نظرت إليه بعينين دامعتين وحاولت الحديث لكنها فشلت في إيجاد الكلمات المناسبة التي ستجعله يهدأ ففضلت الصمت لتستمع إلى باقي حديثه الذي قسم قلبها إلى شطرين: أنا تعبت منك يا فريدة أديتك فرصة واتنين وتلاته وأنتي ما استغلتيهاش عشان كده من دلوقتي أنتي من طريق وأنا من طريق ومن بكرة الصبح ترجعي لجناحك تاني.

تعالت شهقاتها فور ما استمعت إلى حديثه ذاك فحاولت أن تقترب منه وتحتـ ضنه إلا أنه لم يسمح لها إذ دفعها مرة ثانية وهب واقفا يصرخ بجنون: كفاية عايزة تعملي فيا إيه أكتر من كده كل مرة بتغليطي فيها بسامحك من غير ما أفكر وبأقل مجهود منك بتخليني زي الخاتم في صباعك بس لا يا فريدة هانم مش أدهم صبري اللي يبقى شخشيخة في أيد واحدة ست.

رمقها بغضب حارق واستدار وهو يغمغم بكلمات غاضبة لم تستطع فريدة فهمها فانخرطت في وصلة جديدة من البكاء.
فلأول مرة يتخلى أدهم بهذه الطريقة تعلم أنه محق وأنها وعدته من ذي قبل بأنها ستخبره بكل شيء يحدث معها وها هي للمرة التي لا تعرف عددها تخلف عهدها وتضرب بوعودها عرض الحائط.

❈-❈-❈

لأ طبعا مش موافق يا شمس.

تلك الكلمات هدر بها مراد بعدما أخبرته بأن ابنته تريدها أن تذهب لقضاء اليوم معها غدا
فرمقته بخيبة أمل وهتفت بحزن: طيب ليه؟
عشان خاطر عشق واهو بالمرة أغير جو بدل قعدة البيت دي.

زفرت بإحباط عندما أبصرت نظرة الرفض القطعي في عينيه فصمتط قليلا تفكر في حل يغير رأيه.
فابتسمت بمكر عندما أتتها الفكرة فدنت منه بغتة طابعة قبـ لة عميقة فوق تفاحة آدم خاصته مما جعلت كل خلية في جسـ ده ترتجف وهمست بدلال أطاح بعقله: ولو قلت لك عشان خاطر شمس.

ابتهجت عندما رأت تأثيرها القوي عليه فقررت فعلتها مرة ثانية لكن بطريقة حميـ مية أكثر مما جعله يحملها بين ذراعيه
فحاولت الرفض إلا أنه لم يسمح لها فقررت أن تأخذ منه الموافقة فأعادت حديثها مرة ثانية: طيب أروح لعشق بكرة؟

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن