الفصل الرابع والثلاثون

125 6 0
                                    


(عتاب صامت)

غضب عميق اجتاحها عندما لم تجد منه ردا فألقت الهاتف أرضا بعصبية ليتحطم إلى أجزاء صغيرة ثم صرخت بقوة وهي تتوعد له فهي ليست بساذجة كي تغفل عن نظرات الحزن التي كست عينيه بالأمس ومن المفترض أن يكون أسعد رجل في هذه الدنيا لأنه ارتبط بفتاة مثلها وهي حلم لأي شاب من عينته.
راحت تدور حول نفسها كلبؤة جريحة تفكر وتفكر ترى ما الذي تغير لماذا يذبلها بهذه الطريقة هل عاد لتلك الشقراء مجددا؟
وعندما جاءت هذه الفكرة تطاير الشرر من مقلتيها فهي لن تسمح لها أن تنتصر عليها بعد ما فعلت هي
لذا اتجهت إلى غرفة الملابس الخاصة بها تنتقي ثوبا أنيقا عازمة على الذهاب إليه وليحدث ما يحدث.

بإرهاق شديد قام بتنظيف المنزل ثم جلى الأطباق وبعدها اتجه يبحث عن الصور التي سيعلقها كما طلبت منه بالأمس.
راح يعلقهم بحيرة شديد وهو يدعو الله بداخله بألا تغضب عليه ثانية فغضبها بالنسبة له كالجحيم لم يتوقع يوما بأن شيئا كهذا سيحدث معه
ترى من التي تأتي إليه أليست شهد قد ماتت ودفنت هل هذه روحها كما يقولون وعادت كي تنتقم منه في ما اقترفه في حقها؟
وهل حقا الروح تنتقم؟
تلك الأفكار كادت أن تصيبه بالجنون لذا راح يستكمل عمله وهو يحاول طرد تلك الأفكار من رأسه.
شعر بالعطش لذا اتجه إلى المطبخ وأحضر كوبا من الماء ورحا يرتشفه بشراهة عاد ملء الكوب مرة ثانية وارتشفها جرعة واحدة ثم وضعه مكانه ودلف للخارج
لكنه تجمد مكان عندما أبصرها تتفحص عمله لكن نظرة الاستياء كانت هي سيدة الموقف.
فبلل شفـ تيه بلسانه ثم سألها بخوف: أنا عملت كل اللي أنت طلبتيه مني بتبصي لي كده ليه؟

حدقت فيه بتركيز ولم تعقب
مما جعله يزدرد ريقه بصعوبة وقبل أن يفتح فاهه لتكرار سؤاله عاجلته بالحديث مردفه بفظاظة: ليه صوري مش في المطبخ والحمام أنا شفت في الصالة وفي الأوض لكن ليه مش في المطبخ والحمام؟
أنا مش قلت مش عايزة حيطة في البيت ما علهاش صورتي يا محمود؟

أجابها باندفاع: صور إيه اللي في الحمام هو حد يحط صور في الحمام؟

تطاير الشرر من مقلتيها عندما ارتفع صوته عليها فدنت منه على حين غرة تهتف بشراسة: أنت بتزعق لي؟

أجابها متلعثما: خالص أنا بس...

قاطعته بإشارة من عينيها والحقيقة كانت نظرات مرعبة لو كانت تقتل لسقط تحت قدميها صريعا
مما جعلته يشيح ببصره بعيدا عنها فنظراتها بالنسبة له كالسم القاتل.
وعندما التفت لينظر إليها وجدها قد تبخرت وكأنها تراب
دب الذعر في أوصاله وجلس القرفصاء فوق الأرضية الباردة ودموعه تنساب دون توقف والسؤال الوحيد الذي يدور في خلده كيف سيتخلص من تلك المصيبة والمدعوة شهد.

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن