الفصل السابع والثلاثون

136 7 0
                                    


(مكيدة)

استدار على حين غرة عندما شعر بيدها تلامس كتفه فجاهد في رسم ابتسامة صغيرة على شفـ تيه هاتفا بهدوء: خضيتيني يا شمس ايه اللي خرجك مش قلت لك هخلص تليفوني وارجع لك على طول!

هزت رأسها نفيا ثم أجابته بمرح: لأ انت ما قلتش حاجة على فكرة انت قلت ثواني وراجع مين بقى اللي كانت بتكلمك؟
انت بتخوني يا مراد يا ابن ام مراد

اتسعت ابتسامته حتى بانت غمازتيه ثم أجابها بمراوغة: افرضي اني بخونك هتعملي ايه يعني؟

رمقته بنظرات غريبة ثم تشبثت بعنقه بكلتا يديها هاتفة بغضب: كنت خنقتك لحد ما طلعت روحك في ايدي ومش بس كده ده انا كنت.

أطلقت ضحكة عالية عندما داعبها مراد بأصابعه فتركت عنقه على الفور وهي ما زالت تضحك بصوت مرتفع.

تابعها مراد بشغف وهي تضحك بتلك الطريقة ثم دنا منها يحتـ ضنها بقوة هامسا في أذنها بصدق: هو انتي اللي يتجوزك يقدر يتجوز غيرك يا شمس ده انت الشمس اللي نورت حياتي من بعد ما ضلمت.

ثغرت فاهها بعدم تصديق ثم ابتعدت عنه قليلا هاتفة بدهشة: ايه ده ما انت بتعرف تقول كلام حلو اهو أمال ساكت ليه بس!

قرص وجنتها بخفة ثم أجابها بعبس: لما نروح هقول لك كل الكلام الحلو اللي في الدنيا بس انت تستحمل يا وحش.

زحفت الحمرة إلى وجنتيها ثم سبقته للداخل وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة
جعلته يبتسم تلقائيا على تلك الصغيرة المفعمة بالحيوية والنشاط ناهيك عنه الصفاء والنقاء الذي يغلفانها من الداخل.

❈-❈-❈

الوحدة والخوف
هذه كانت حالة محمود في الآونة الأخيرة فعلى الرغم من اشتياقه لزوجته وحزنه عليها إلا أنه بات يبغضها ويمقطها كثيرا خاصة كلما تطلع إلى أي صورة لها.

دمعت عينيه حتى بللت لحيته الطويلة ثم اتجه إلى المرحاض عازما على غسل وجهه بالماء البارد كي يستفيق قليلا
أغلق صنبور المياه ثم نظر إلى المرآة الصغيرة التي توجد فوق الحوض لكن سرعان ما جحظت عينيه دهشة حتى كادتا أن تخرجا من محجريهما فعوضا على أن يرى انعكاس صورته أبصرها هي ترمقه بغضب من المرآة

تراجع خطوتين للخلف ثم دلف راكدا وكلما مر بصورة لها تخرج منها وتقف أمامه حتى بات محاطا بها من جميع الاتجاهات
أغمض عينيه كي لا يغشي عليه من هول المنظر إلا أنه سرعان ما فتحها عندما استمع إلى أصوات متداخلة لها
راحوا يدورون حوله وكل واحدة منهن تصرخ في وجهه ناهيك عن نظراتهن المفعمة بالكره والغضب

كما لو تمنيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن