في أحد المنازل البسيطة الذي يوجد في منطقة شعبية يستيقظ شاب في مقتبل الثلاثينيات يمتلك شعر أسود ناعم وعينان عسليتان بشرته خمرية يمتلك جسد رياضي متناسق قامته تجاوزت المئة وثمانون سنتي مترا.
فتح باب غرفته التي تشاركها مع أخاه الصغير ونادى بصوته الأجش من أثر النوم: يا ام يوسف أنتي فين؟خرجت اليه من المطبخ وابتسامة حنونة تزين ثغرها لتصبح اكثر أشراقا رغم عمرها الذي تجاوز الخمسون إلا انها ما زالت تمتلك الجمال
اقترب منها ثم أمسك يديها وقبـ لهما بالتناوب ثم ضمها إلى صـ ـدره: صباح الفل يا ست الكل.أبعدته قليلا ثم داعبت وجنته برقة: صباحك أبيض يا حبيبي ربنا يفتحها عليك ويوسع رزقك ويسترها معاك أنت واخواتك يا يوسف يا ابن زينب قول أمين.
قاطعها قائلا وهو يتقدم منهما: وأنا مليش دعوتين حلوين زي دول ولا ايه يا زوزو دانا زي جوزك برضو.
ثم غمز لها بمكر لا يناسب عمره الذي تجاوز الستون ربيعا
ضحكت بخجل: يووه جرى ايه يا رشيدي الواد واقف وبعدين!قاطعها بمرح: عادي يا ست الكل اعتبريني رجل كنبة معاكم.
أردف وهو ينظر لوالده بخبث: جرى ايه يا حاج مش كبرت عالحجات دي ولا ايه؟
رمقه بغيظ: هو مين ده اللي كبر ياد دانا أصبى منك.
ثم وجه بصره لزوجته التي كادت أن تنصهر من شدة الخجل: قوليلو اننا هنخاويه ونجيبلهم أخ صغير كدة يلعبو بيه.
صفق بيده كتشجيع له: حلاوتك يابو يوسف طيب اسيبكم تجيبولنا اخ قصدي تحضرو الفطار على ما أصحي محمد باشا اللي نايم مقتول جوا.
قاطعته بحدة: بعيد الشر عنه حبيب امه طول الليل يذاكر ربنا يوفقه في الثانوية العامة ويجعل تعبه بفايدة واشوفه دكتور قد الدنيا.
أمن على كلامها بهدوء واتجه لغرفته مرة أخرى ليوقظ أخيه
تابعته حتى أغلق الباب ثم نهرته بحدة: كدة برضو يا حاج تكسفني قدام الواد.رفع أحد حاجبيه وقال بدهشة مصتنعة: أنا قلت ايه يعني!
زفرت بقوة وعادت لتعد وجبة الافطار وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة جعلته يبتسم رغما عنه على زوجته التي رغم فترة زواجهما التي تعدت الثلاثين عاما وانجابها ثلاثة أولاد مازالت تخجل منه.
❈-❈-❈
وعلى الناحية الأخرى يجلس شاب وسيم في غرفة مكتبه يدخن بشراهة وعقله شارد بحبيبته التي سلبت عقله من الوهلة الأولى التي رآها فيها
قاطع شروده دخول والدته بابتسامة سرعان ما تلاشت عندما وجدت لفافة التبغ في يده فنهرته بحدة: سجاير يا أدهم عالصبح كام مرة اقولك بلاش الزفتة دي؟
أنت تقرأ
كما لو تمنيت
Mistério / Suspenseكلنا نتمنى أن نعيش حياة غير تلك التي نعيشها لكن هيهات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه جميعنا خلقنا بالفطرة أبرياء لكن الحياة تشكلنا كما تشاء فتتغير صفاتنا وطباعنا ونجد أنفسنا تحولنا تدريجيا لشخص لا نعرفه ويصبح الهدف الأساسي الذي نريد ان نحيا من اجله ه...