حلقة خاصة

2.9K 98 7
                                    

"احذر نفار النعم فما كل شارد بمردود إذا وصلت اليك أطرافها , فلا تنفر أقصاها بقله الشكر "

_ابن الجوزي
___________________

بسم الله الرحمن الرحيم

أشرقت الشمس في صباح يوم جديد مليئ بالصخب والفوضى الروتينية ، .تسللت خيوط الشمس الذهبية تداعب جفنيها برقة حتى فتحت مقلتيها بانزعاج شعرت بالفراش بارد جوارها التفت تبحث عنه بعينيها وجدته يعدل مظهره أمام المرآه حركت مقلتيها الى الساعة وجدت الوقت مازال مبكراً جداً وعلى الأرجح لم يستيقظ أحد بعد ضيقت عينيها بتساؤل واردفت :

" هتروح فين بدري كدا؟! "

ابتسم بهدوء وأجابها وهو يرتدي ساعته مردداً :

" عندي شغل مهم ، ولازم اطلع بدري ياحبيبي والكل لسى نايم ، عشان أعرف أخرج ؛ أنتي عارفه لو طلعت وهم صاحيين مش هتحرك غير الساعه 12 ظهر..."

هزت رأسها بتفهم ونهضت وهي تقول :

" طب استنى أعمل لك فطار "

اعادها الى السرير مجددا وطبع قبله على جبينها وقال بحنان :

" ملوش لزوم ، أنتي خلي بالك من نفسك ومن عُمر......"

تنهدت بحزن عندما ذكر صغيرها وهي تفكر فيه وبما حدث وما يحدث معه علم ليث ما يدور في رأسها وأحاط وجهها بكفيه وهو ينظر الى عينيها بابتسامه مطمئنه قال بنبرة حنونه :

" هيكبر ويعمل العملية ويبقى كويس "

هبطت دموعها حزناً والماً على صغيرها وهي تنظر الى الأسفل والألم يقطر من بين عينيها زفر بضيق فأكثر ما يكرهه في الحياة هي دموعها ولكن ما باليد حيله ، رفعت حدقتيها الباكية له وهي تهمس بصوت متقطع :

" لسى صغير اوي يا ليث...مش بيعلب مع حد زي بقية الأطفال ، وعلى طول قافل على نفسه في اوضته من ساعه الي حصل ، و مش بيخليني أشوفه طول اليوم ، أنا قلبي بيوجعني عليه اوي

تنهد بحزن دفين على صغيره ، فمنذ ذلك الحادث المشؤوم حرم ابنه من طفولته واصيب بالتوحد لا يسمح لأحد بان يجلس معه سوى ليث الصغير ابن مالك ، وكأن الزمن يعيد نفسه و دوامه  الماضي تعود وتجعل عُمر بحال مالك ولكن بفارق بسيط هو أن ما حدث لمالك كان مدبر اما صغيره فقد كان حادث سير أفقده بصره ، وهو عاجز عن مساعدته ، ولا يمكنه الخضوع للعملية لها في هذا السن الصغير ، حقاً هو عاجز لا يمكنه حتى مواساة نفسه ، أو حياته كلما فتح الموضوع صمت ولا يعرف ماذا يقول لها ، قبل باطن كفها وجبينها وغادر تاركاً إياها تحدق من النافذة بشرود حتى عادت الى النوم مجدداً والدموع على خديها

وبعد مدة استيقظ أغلب من في القصر على صراخ أياد والذي يسمعه سيظن أن هناك بركان سينفجر أو زلزال سيضرب الأرض كان يصرخ بغضب العالم اجمع والذي خرج من غرفته بهيئته المبعثرة وهو يهتف :

أمبراطورية الجارحي (الجزء الاول من سلسلة أحفاد مختار )  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن