أمبراطورية الجارحي (الجزء الاول من سلسلة أحفاد مختار )

الفصل الرابع والثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن علم ليث أن الهام هربت بعد فعلتها أمر الشباب بالبحث عنها في كل مكان واحضارها له حتى وإن كانت تحت الارض بينما السوشيال ميديا والقنوات الاخبارية تشتعل بهذا الخبر وقد كثرت الأقاويل والإشاعات عن عائلة الجارحي أكبر وأقوى عائلة في الوطن العربي

كان جميع أفراد العائلة متواجدين في غرفة المعيشة بأستثناء رحيم والتوأم وفريد وباسل مازالوا يبحثون عن الهام وبناتها ولم يعودوا بعد......

تحدث وسام بذهول كبير وهو يعبث بهاتفه ويراقب الأخبار قائلاً :

" ايه دا ، مكنتش أعرف إن الناس هتكبر الموضوع كدا ، تخيلوا ايه الي مكتوب......
مكتوب أن زوجه الإمبراطور ليث عاصم الجارحي تستغل نفوذ زوجها وعائلته وتعتدي على فتاة بريئة بالضرب دون أن تعاقب وتأخذ جزاها ، هكذا هي الوساطة بما أنها زوجة شخصية مهمة في المجتمع العربي ، يمكنها فعل ما تريد ، الا يوجد لديكم حق وعداله يا معالي الوزير........"

كان يتحدث دون أن ينتبه الى أخواته اللاتي يشيرن له بالصمت فحالة ليث مخيفة وقد أصبح كالقنبلة الموقوته وحياة حزينة جداً بسبب اامشاكل التي تسببت بها لهم بينما هو يستمر في قراءة الأخبار واحد تلو الآخر  ك الاحمق ، نهض ليث وأقترب من حياة يحتضن كفها في كفه العريض وأخذها وغادر بينما وسام عقد حاجبيه بتعجب وهو ينظر الى أفراد عائلته وقال :

" هو مدايق من كلامي والا ايه........"

ختم عبارته لتصطدم إحدى الوسائد الصغيره في وجهه يليها صوت أحمد الحانق :

" اخرس يا زباله "

سار بها نحو حديقة جميلة كما سرت العادة عند وقوعهما في أي مشكلة كانت تلك الحديقة هي مكانهم الأول....

فتح ذلك الباب الكبير ودلف الى الداخل وهي خلفه وبعد جلوسهم على حافة ذلك الجسر عم الصمت الأرجاء حيث كانت تحدق في جانب وجهه المقابل لها بينما هو يحدق في الفراغ بشرود وكأنه في عالم آخر ومازالت كل كلمة قالها خالد له تؤلم قلبه وترن في اذنه وكأنه ذلك اللعين أبى أن يتركه ، فبعد كل ما فعله به لم يشفى غليل ذلك الليث الذي أقسم أنه لولا حرمة الميت لأنتقم من جثته بالاضافه لافعال الهام قاطع شروده ذلك الكف الصغير الذي ربت على كتفه يليه صوتها الحزين المعتذر وهي تقول :

" ليث أنت زعلان مني؟! ، أنا اسفه والله ا... "

جذبها لأحضانه يمنعها من الإسترسال وهو يربت على شعرها بحنو ويقول بنبرة عاشقة يتخللها الحنان :

'' أبداً يا حياتي ، أنا مش زعلان منك ، ولا هزعل منك ، وكمان كل دا مش ذنبك ، اينعم أنتي افورتي شوية وأنتي بتضربيها ، بس مغلطتيش ، أنا الي آسف ، كل دا بيحصلك بسببي استحملي كمان شويه وصدقيني هعوضك عن كل حاجة عشتيها ، وإن شاء الله هخليكي اسعد واحدة في الدنيا دي كلها "