بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.* * * * * * * * * * * * * * * * * *
اهتزت حدقتي عينيها وهي تنظر في وجهه مباشرةََ، وعادت إليها كل الذكريات التي عاشتها، شهقت بارتجاف وحاولت الفِرار والهروب من مكانهت، وقد استقامت تلتفت تريد الركض بعيدًا عنه، تلك العيون لاحقتها في أسوأ كوابيسها، ذلك الوجه كان يفزعها ويوقظها من نومها خوفًا من أن تكون لا تزال تحت براثنه.
تلك اليدين ويكأنها تخنقها للتو، ويكأنه يكتم صرخاتهم الآن وهو يغتصبها، وينهش بها.
يد حازمة أمسكت بذراعها، فصرخت فيه بفزع.
:- لا لا، اتركني، لا لااا!!.لانت ملامحه الحادّة قليلًا بينما يحدّثها بصوته العميق الغليظ قائلاََ أمام ملامحها المفزوعة الشاحبة.
:- إنه التحقيق، لتأخذي حقّكِ.صدرها يعلو ويهبط، وبحثت بعينيها عن معاوية، تريده بالقرب منها، تريد مصدر أمانها وسط الغرفة الضيّقة، وذلك الوحش يتوسطها، إنه يجلس أمامها، رغم أنه مكبّل بالأصفاد، وما عادت تظهر ملامحه من شدّة التعنيف لكن عينيه، يا للهول، وحدها عينيه ترعبها!!.
سحبت ذراعها من قبضة ابن القواسمة، ونظرت له قائلة.
:- أخرجني من هنا.:- سوار، اجلسي ودعينا نكمل!.
نفت برأسها وهي تلتفت تبحث عن الباب بالغرفة المعتمة إلا من ضوء ضعيف وضع فوق الطاولة الخشبية بشكل يزيد الرهبة في النفس، وذهبت تمشي بغير هدى، تبحث عن الباب وتتملس بشكل عشوائي وتضرب، حتّى وجدت الباب وبدأت تركله وتضربه بكلّ قوّتها وتقول ببحّة لكثرة صراخها.
:- معاويييية، معاااااوية، اخرجني.زفر انفاسه بضيق قبل أن يقترب من الباب ويقول.
:- سنخرجكِ، يكفي صراخ.وعندما توقفت صرخاتها، أمر عبد الرحمن أحد الحرّاس بفتح الباب، وعندما فتحه، امسكت سوار طرف عبائتها حتّى لا تتعثر، ومشت تهرول خارج المكان وكأن وحش يطاردها، حتّى انفلت وشاحها وبدأت الشعر الأشقر من أسفل حجابها الأسود الحرير يتطاير.
وبالكاد منع نفسه من إمساكها وتخبئتها عن عيون جميع من كان في المركز، بينما يقف في مكانه، ويشاهد معاوية الذي سحبها لحضنه وهو يتحدث معها بينما يخبئ شعرها أسفل الحجاب، ورفع رأسه ينظر ينظر لعبدالرحمن وفي عينيه نظرة استنكار بما فعله مع سوار، أن جعلها تواجه خاطِفها.
اقترب من صديقه وتحدث.
:- يجب أن تعطي أقوالها ليتم تسجيلها ضد المدعي عليه.:- لكن لم يكن عليك جعلها تواجهه!.
:- نحنُ نواجه مجرم محترف، متهرب من القانون منذُ سنوات، لديه جرائم لا تعد ولا تحصى، وكلها تم تسجيلها بأوراق ثبوتية مزيفة، إنه ليس شخص عادي أبدًا، أريد أن تساعدني الآنسة سوار بما شاهدته في فترة إختطافها، على الأقل لنستدل على الخيوط الباقية من العصابة، إنه لا يعترف أبدًا.
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
Romance- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...