المحـاولـة الثالثة والأربعين والاخيرة

6.2K 262 154
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

انه مظلم، مشوه من الداخل، ومليئ بالتراكمات، لا تستطيع العيش مع هذهِ النسخة منه، يحاول إبعادها كل مرّة لئلا يؤذيها، لكن شاء القدر أن يجمعهما معًا.

واقف متكأ على الجدار خلفه، ينظر نحوها بوجهه القاتم، بينما ليلى كانت قد وضعت الماء على الطاولة، وتسأل.
:- سأذهب، هل تحتاج شيئًا؟.

:- لا.

خرجت من الغرفة واغلقت خلفها بهدوء، وتركته في مكانه، ينظر نحو زوجته الراقدة على الفراش، والمغذّي تم ربطه على مرفقها، جسدها هزيل، وملامحها الفاتنة كانت شاحبة، هل كانت جريمتها أنها تشبه المرأة الوحيدة التي أحبها وأرادها!.

لا، لم تكن تلك هي المشكلة، لم تكن المشكلة أن وجد تشبه أختها، بل المشكلة الحقيقية أنه لا يستطيع العيش مع امرأة، لا يمكن لامرأة التعايش مع جنونه ووحشيته وظلام روحه، فكيف بفتاة صغيرة، هشّة، تريد الحب والحياة الوردية مثل وجد التعايش مع عثمان!.

بعد وقت، فتحت عينيها وطلبت الماء بهمس ثقيل، فتحرك نحوها، وسكب كأس الماء وساعدها في شربه بينما يرفعها بين ذراعيه، ويشرّبها.

عدل لها الوسادة قبل أن يضعها مرّة أخرى على السرير، كل هذا والصمت مطبق، ولا واحد منهما بادر بالحديث.

بعد صمت، وقد نظرت إليه بعيون خضراء ذابلة، قال هو.
:- الطبيبة وصفت لكِ دواء، يجب أن تلتزمي به، انتِ تتضررين بتجويعك لنفسك.

همست وهي تأبى النظر إليه.
:- لماذا تهتم بحياة امرأة خائنة؟.

:- لقد عيّنت خادمة، ستبدأ العمل ابتداءً من الغد.

التفتت تنظر إليه، يدخن سيجارة، ويده في جيبه، واقف بطوله الشامخ واكتافه العريضة.
:- عثمان، قل ما الذي تريده منّي بالضبط، لقد تعبت، تعبت من محاولة مواكبتك!.

:- هل طلبتُ منكِ شيئًا؟، هل طالبتكِ بما لا تستطيعينه؟.

هزت رأسها.
:- لا، لكن تمنّعك هو ما أوصلنا لهذهِ النقطة.

حرك رأسه، وهو يسير في أرجاء الغرفة.
:- استريحي، أنا سأتعامل مع كل شيء.

:- مع ماذا بالضبط؟، مع الرجل الذي تحبسه في مكان ما، وعازم على قتله لأنك تشك بأنني كنتُ على علاقة معه قبل زواجنا؟، مع ماذا تريد التعامل؟!، أنا اتسائل.

التفت نحوها، وعينيه بعثت في داخلها رعشة من الخوف، بينما يقول بصوت منخفض.
:- نعم، مع الرجل الذي كان مستعد لنشر صور لكِ وأنتِ عارية، صور تملئ هاتفه، انا متفاجئ أنني اضبط أعصابي الآن ولم احاول قتلك انتِ وهو.

شحب وجهها واتسعت عينيها.
:- صور عارية!!، ما الذي تقوله!!؟.

:- اقسم برب البيت أنني بالكاد أمسك أعصابي، وأن وضعك هذا هو الذي حماكِ منّي.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن