بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة********************
عندما عاد جواد مرّة أخرى إلى المنزل، ولم يكن قد أخبر أحد عن وجهته، كان المساء قد حلَّ، السماء ملبدة بالغيوم وتنذر بليلة عاصفية مليئة بالأمطار الغزيرة، إذ أن الهواء كان قاسي، والغيوم سوداء مظلمة قبل أن تظلم السماء حتّى، وكل ما حوله كان بئيس، كل شيء مثل قلبه.
دخل للمنزل وعبر البوابة، نظر للسيّارات المركونة، ثمّ أشاح بوجهه بلا اهتمام بينما يصعد الدرجات بخطى متعبة ومنهكة أثقلها الطريق، وخانها رفاق الدرب، تلك الخطى المخذولة من كل شيء يدور حولها، كانت خطى جواد، الذي يستشعر أن ما حوله ليس هو ما تركه في الأمس.
لكن، كانت ستة شهور التي مرت على غيابه، ستة شهور حدث فيها الكثير، وما أثر فيه حقًا هو زواج جمان من ذلك الرجل، وحش بني خالد، الرجل الذي ألحق بهم أضرار كثيرة، كيف سمحت لنفسها بالزواج منه!، لو كانت أمامه، لو الآن في مزاجه هذا كانت جمان تقف أمامه لقطّعها إربًا إربًا.
لماذا فعلت ذلك!؟، يعرف تمام المعرفة أنها لا تطيق جبّار، كانت قد تحدثت أمامه مرات عديدة عن كرهها الشديد لجبّار، كلما أتى ذكره في مجلس، كانت جمان تتكلم عنه بكل سوء، تكره حتّى ذكر اسمه، إذًا لماذا قبلت به زوجًا!!، لماذا شوهت سمعة العائلة وذهبت إليه!!، آآآه يا جمان لو كنتِ أمامي.
دخل المنزل، واستقبلته والدته بلهفة، وهي تسأله بقلق حيال ذهابه من المنزل دون إخبار أحد.
:- كيف تخرج وأنت لا تزال متعب جدًا؟!، ثمّ إن الشرطة قد حذّرت الجميع من الخروج، فهي تطوق البلدة لأن الإختفاءات أصبحت كثيرة في العائلة.:- أريد النوم، أنا متعب جدًا.
هزت رأسها.
:- طبعًا طبعًا يا بني، هل تريد أن نضع لك الطعام؟.:- لستُ جائع.
ووقفت والدته مكانها بوجه مصفر بيننا تشاهده يصعد الدرج متجهًا إلى الغرفة، لقد حاولوا إقناع حفصة أن تسكت، وحذروا الجميع من التحدث عن الزواج الذي بين حفصة وعثمان، فقد أفتى الشيخ أن زواجهم باطلًا، ولكن مع هذا كان عليهم أن يتطلقوا حسب الشرع، فقط من أجل حفصة التي لا تتوقف عن البكاء والحزن الذي أدخلت نفسها فيه.
آخر ما يريدونه أن يعرف جواد بما حصل، الجميع يعلم أنه سيحرق الدنيا لو عرف بهذا الزواج، فعلى ما يبدو أن جواد متعلق بحفصة كثيرًا.
اغمضت أم جواد عينيها حين شاهدته يفتح باب غرفته ويدخل مغلق الباب خلفه، كأنها تتوقع بين اللحظة والأخرى أن ينفجر شيء ما داخل الغرفة، جنون جواد ربما!، أو صراخ حفصة!.
لكنها لم تسمع شيء، فعادت أدراجها إلى غرفتها حيثُ زوجها الذي لم يتوقف عن لوم نفسه بسبب إجباره على زواج الأولاد، كان جالس على سجادة صلاته ينظر أمامه بشرود، والتجاعيد رسمت حول وجهه وعينيه.
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
Romance- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...