بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
عندما خرج عيّاش خلف معاوية الذي ركض مذعوراً وخائفا ناحية الإسطبل ، وعندما وصلوا هناك ، وقف عيّاش في الخارج حتّى لا يحرج معاوية فقد عرف بعاداتهم في حوران تختلف عن الشام .
وجد معاوية اخته سوار على أرض الإسطبل ، والحصان الجديد يصهل بقوّة ويرفع أقدامه بالقرب منها ، وسميّة كانت ترتجف بخوف وهي تحاول أن تضع رأس سوار في حجرها في محاولة لإفاقتها من الإغماء .
اخذها معاوية يحملها بينما يسأل سمية .
:- ما الذي حدث معها ؟ .:- الحصان الجديد ليس مروّضاً ، كنّا نضع الطعام وعندما وضعت السيدة سوار له الطعام يبدو أنها لمسته ، ثار في وجهها ودفعها بأقدامه فسقطت على الفور مغشياً عليها .
خرج معاوية من الإسطبل ومن خوفه على اخته نسي وجود عيّاش وراح حاملاً اخته باتجاه المنزل ، ووقف عيّاش هناك ينظر إليها بشعرها المتدلي ويدها التي تنزف ، هذهِ امرأة!! ، لا إنها شيء مختلف ، من هي! ، الله يحرقك يا فادي على هالعملة اللي بدك توقعني فيها .
:- يا سيّد!! .
:- هااا؟ .
التفت عياش للفتاة التي وقفت على جنب ، رافعة حاجبيها باستغراب بينما تعاود القول بدهشة .
:- هل أنتَ أصم؟! ، أنادي عليك منذُ دقيقة! ، السيد معاوية كان يقول لك احضر الطبيبة .:- أنا!! ، أحضر الطبيبة!! ، لا أعرف أين منزلها! .
هزت رأسها تزفر أنفاسها بضيق وهي تشير للحارس .
:- اذهب انت والحارس ، منزلها في نهاية الشارع ، واسرع لأن السيدة سوار جرحت جرح بليغ وتنزف .هز رأسه وما زال مقطباً حاجبيه وهو يستدير مكملاً طريقه ، ذلك الرجل هل يظنه خادم عند اهله!! ، زفر أنفاسه وهو يخبر نفسه أن يتحمل ، عليه أن يفعل هذا ، عليه أن يتحمل كل شيء لينتهي من هذهِ الورطة التي وضعه فيها فادي ، ذلك البندوق يتوعده عياش بالجحيم .
ذهب مع الحارس إلى منزل صغير متهالك ، طرقوا على بابه الخشبي المهترئ ، وعندما رأى الحارس يستدير مولياً ظهره للباب ، فعل عياش كما يفعل ، بينما ترد امرأة من خلف الباب .
:- من على الباب ؟ .اجاب الحارس .
:- خالتي لبيبة ، السيدة سوار مصابة وجرحها يحتاج خياطة ، تعالي معنا بسرعة .لم تمر دقيقة حتّى خرجت امرأة متشحة بالسواد ، كبيرة بالعمر تكاد تصل للسبعين من عمرها ، وفي يدها حقيبة ، أخذها عيّاش منها ومشوا معها إلى المنزل ، عندما وصلوا ، كان معاوية يقف عند الباب الداخلي للمنزل يمشي ذهاباً وإياباً ، يضع يداه على وجهه ، متوتر خائف يكاد يرتجف .
عندما رأى الحجة لبيبة كأنه رأى الفرج ، اقترب واخذ الحقيبة الطبية من عياش بينما يقود الطبيبة للداخل وهو يتكلم معها .
:- خالتي لبيبة ، لقد نزفت كثيراً حاولت أن أوقف نزيف الجرح بشيء ، شيء ما ولكن استمر ، اخشى أن يؤثر عليها ، حاولت ايقاظها ولم تستجب ارجوكِ خالتي لبيبة افعلي كل شيء بوسعكِ ، اريدها تستفيق الآن الآن .
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
Romance- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...