محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل

المحاولة العشريــن

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

********************

عاد جواد للمنزل، وأوقف سيّارته أمام الباب ولم يدخلها رغم أن البوابة فُتحت له، خرج منها واتجه للداخل، كان جواد بوجهه القاتم مختلف جدًا، الألم بدّل حاله، الشعور بالخيانة كأنه طعنة بمنتصف الصدر، كأن بموته بالنسبة لعائلته ماتت ذكراه، حتّى أولاده يريدون عثمان ولا يريدونه، وحفصة، اااه من حفصة.

نادت عليه والدته عندما رأت دخوله، فقد غاب ليومين عن المنزل، منذُ خروجه من عند حفصة حين تركها على السرير تكاد لا تستوعب عنفه وقسوته لم يعود، يريد استيعاب الصدمة وقسوة الذي حدث، لم يرد على نداء والدته، أكمل طريقه للغرفة، سوف يأخذها بعيدًا من هنا، ليعيدها إلى منزلهم القديم.

فتح باب الغرفة، ونظر في أنحائها الفارغة، وعندما لم يجدها في الغرفة، بدأ ينادي بصوت عالي.
:- ليلى، ميسون، بشرى.

أتت بشرى التي كانت عائدة لتوها من المدرسة.
:- نعم أخي؟.

:- أين حفصة؟!.

ارتبكت بشرى واصفر وجهها، أمام وجهه المتغضن بالغضب، ونظرت لوالدتها التي بدأت تصعد الدرج وكأن الفرج قد جاء إليها، فسكتت دون قول شيء، بينما ام جواد صعدت للأعلي ووقفت أمام ابنها، عاد يكرر السؤال بغضب هذهِ المرة.
:- حفصة أين هي؟!.

:- يا ابني، ما فعلته بها كان صعبًا عليها، هل تعرف أنها قد فقدت الوعي ومرضت مما فعلته!!، الفتاة طوال الليل فاقدة وعيها لا تدري بنفسها.

:- قلتُ أين حفصة!.

نظرت إليه تحاول استعطافه أمام وجهه المتغضن القاسي، كان مليئًا بالغضب، فقالت.
:- ذهبت لمنزل عائلتها.

:- محمود وماريا؟.

اغمضت عينيها، انها ترى ابنها يُدمر امامها، وهم كانوا السبب الأول في ذلك، هم من جعلوه يصل لهذه المرحلة باختياراتهم السيئة.
:- ماريا اخذتها حفصة، ومحمود أراد الذهاب لعثمان في المستشفى.

:- والله شغلة طيبة، عثمان ماخذ دور الأب باحترافية.

:- بني ارجوك، عثمان وحفصة آخر من يقع عليهم اللوم، عثمان في الليلة التي تزوج بها من حفصة، بكى على قبرك طوال الليل، والدك اجبره، وانت بغضبك ذهبت وكسرت يده وقدمه ومزّقت وجهه.

:- يكفي امي، كفّي عن لومي.

خرج جواد من المنزل، ركب سيّارته وانطلق بأسرع ما لديه إلى منزل عائلتها، تفعل ذلك لتقهره، جواد بحياته لم يعنفها، لم يمد يده عليه، لم يقل لها حتّى كلمة تؤذيها، بل هي نفسها تعرف ذلك جيدًا، الآن عندما وصلوا بعلاقتهم إلى هذا الحد تريد الذهاب!، أم أنها تفعل ذلك ليتخلى عنها وتستطيع بعدها الزواج من عثمان، سيقتلهما ثمّ يقتل نفسه لو فكر اي منهما غدره.