المحاولة الســادسة عشـر

48.3K 1.5K 348
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

إنها اللذة... الشهوة... النشوة التي ترتفع عاليًا، لكنها تنطفئ سرعيًا كما بدأت، ولكن السؤال هل لـلشهوة مدّة معينة؟!، إذ يعقبها دائمًا ندم عميق.

ذلك الندم يتلاشى عند ارتفاع الشهوة، ويعود بقوّة بعد انطفائها، إنها ميزان يثقل ويخف بلا توقف، وتأرجحه كان متعبًا، إنه يحترق بلا انطفاء، اللهب يأكل أطرافه.

أيادي مجهولة تلتف حوله وتمزّقه بأظافر حادّة، قبضتيه القويتين تسحبان شعرها بقوّة، يغمض عينيه عند منحنى عنقها الطويل، ويتذكر...

قبل ساعات فقط كان كل شيء مختلف، كان الدافع من افعاله مختلفة، كان الإنتقام ما يقوده، كان ضباب الحقد يعمي عينيه...

نظر لعينيها المليئة بالدموع، شفاهها الحمراء ترتجف، وهي تضغطها أسفل أسنانها البيضاء صغيرة، كحبات سكّر.

:- يكفي بكاء، قلتُ لكِ لن آخذكِ لتلك الجلسة.

:- أرجوك لا تفعل.

صوتها مثير، كان ناعم وبه رنّة غريبة، لقد أثاره ذلك الضعف، بل أضرم فيه النيران، وكأن تلك الحرب ما كانت، وكأن الذين ينتظرونه الآن في ديوان القبيلة، ليسوا إلا رفاة ومنسيين بلا أهمية.

لمس وجهها وحرك إبهامه حول شفتيها، الغريب أنها لم تتحرك، ولم تمنعه عمّا يفعل، وإنها قد رأت عينيه التي تنطق بما يفكر.

وأمّا الآن، عندما نظرت إليه، هذهِ النظرة وبتلك الطريقة، قد أحس أنه مجنون بحق، كما نعتته والدته مرارًا، ومرة بعد مرة، ويجب أن يفعل شيء من الجنون الذي يدور بعقله، أمّا هي فكانت تعرف كل شيء، تعلم تمامًا ماذا يحدث ولا توقفه!.

امّا هو فكان يحارب شياطينه " لا تفعل... لا تنظر... لا تهتم... لا تشعر" إنها تحرضه، وتحاربه بلا هوادة، إنها تجابهه بتلك العيون اللامعة، بشراسة مقاتلين، أمّا هو فكان يحارب، ويا لحروبه الكثيرة، الخروب التي خرج منها منتصرًا، لكنّ هذهِ الحرب مختلفة، إنها ضد من لا يعرف.

أليس العدو المجهول أخطر من العدو المعلوم!!، وأخطر من ذلك أن لا تفرق بين عدو وحبيب.

مسح على فمها وانقض عليها وكأن وحوشه التي روّضها عادت بكل وحشيتها البدائية الخالية من التحضّر، يدها الرفيعة التفت حول عنقه وزاد الإشتعال أكثر، نهديها تضغط على صدره، وقلبها تتسابق نبضاته القريبة، بشرتها البيضاء تسلب منه كل تعقل، كيف لهذهِ العاطفة أن تنشئ بين عدوين؟! هذا من ضرب الجنون.

أريد هذهِ المرأة، أريدها حد التعب، أو... لا، لا أريدها، أنا لا أريد هذهِ المرأة، إنها ابنة جبران، لكن ماذا يهم من كل هذا!!.

قادها إلى السرير ودفعها عليه، كل ما تلى ذلك كان خيال، كان جحيمًا ونارًا حارقة اشتعلت بكل منهما، مزّق عنها الثياب، وهي تلوّت أسفله دون خجل، بل راحت يديها تشجّعه على المزيد وهذا ما زاد من جنونه وشوقه إليها، يسأل نفسه وسط معركته، ما الذي تقدم عليه يا جبّار!!، هذا ليس ما أردته، يكفي يكفي توقف عن الإقتراب منها، لا تلمسها.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن