الـمـحـاولـة الأربعـيـن

6.3K 361 166
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

:- جبّار، هل فقدت عقلك؟!، هل تريد إصابتي بجلطة؟!.

نظر نحو والده بصمت دون إجابة على سؤالع، مما دفع العجوز أن يرفع منسأته بخشب الخيزران ويضرب بها ابنه بقوّة، أغمض جبّار عينيه، لكنه لم يتحرّك من مكانه بينما الخيزران يهبط بقوّة على صدره.

:- لماذا تجلب بنت الناس إلى هنا؟!، لماذا تستمر في جعلي أخفض رأسي عارًا من تصرفاتك!!، أصبحتَ أكبر من أن أربيك بالضرب، لكن هل تركت لي خيارًا آخر؟!.

عندما لم يجيب، اقترب والده أكثر ونظر في وجهه، كان كثير الشبه بوالده، شكلًا فقط، لكن كل شراسته وبأسه، والجرأة التي لديه، اكتسبها من والدته.

:- تشبهها كثيرًا، كانت تتحدّاني كلّ مرّة تلتقي فيها بذلك الرجل، تقف أمامي مثل هذهِ الوقفة، دون خوف ولا خجل، تنظر في وجهي غير مبالية أنني أعرف بأنها كانت في أحضان ابن السلاطين.

نبرته كانت مليئة بألم وحسرة، لم يظهر يومًا كم تأذى من حبّه لابنة الشيخ، وكيف كانت تهدر كبرياءه كرجل بتمردها على والدها الشيخ، حتّى بعد اجباره لها بالزواج من رجل بسيط وفلّاح يعمل لدى الشيخ، لم تستسلم، بل استمرت في لقاءاتها العاطفية.

رفع يده وصفعه بشدّة، لدرجة أن خاتمه الفضّة جرح جانب فم جبّار، وبدأت الدماء تسيل بقوّة، بينما خديجة ركضت نحو والدها تحتضنه تريد إبعاده عن أخيها، وهي ترجوه قائلة.
:- أبي، أرجوك لا تضرب أخي.

:- هذا فاجر ابن فاجرة، هل بقي أحد في القبائل لم يتسلط عليه، الجميع يخاف منه، الله أكبر، ألا يوجد له رادع!، يجلب بنت الناس بالإكراه إلى هنا، وكأنه لا أهل لها!!.

حاولت خديجة سحبه بعيدًا عن جبّار الذي لم يرفع يده ليمسح دماءه حتّى، بينما وقف الجميع يشاهد ما يحدث بصمت، حتّى جمان وقفت بعيدًا تنظر نحوه، لماذا قلبها يؤلمها وكأنها هي من تتألم!!، رغم كل الأذى الذي لاقته منه!.

نظر أبا جبّار نحو جمان، ثمّ قال لها.
:- لا تؤاخذيني يا ابنتي، لو كان بيدي، لما جعلت كل هذهِ الفوضى تحدث، لكن من الآن، يمينًا بالله، لو حاول التعرض لكِ، أنا من سأربيه من جديد.

نظرت نحو جبّار الذي حدّق بها بعينيه المظلمة، فأشاحت عينيها على الفور بعيدًا من ظلمة مافي نظراته تلك، وقالت.
:- أنا، فقط أريد هذا الطلب منك يا عم، وأتمنّى ألا تردني.

:- ان شاء الله طلبكِ مجاب، قولي.

ازدردت ريقها تسترق نظرات نحو جبّار تراقب رد فعله وهي تقول.
:- أريد أن يطلقني جبّار في المحكمة.

انقبض قلبها حين عاد ينظر نحوها بابتسامة، بينما والده يقول.
:- هذا حقّكِ طبعًا، أنتِ فقط قولي موعد جلسة المحكمة وأنا سأجعله يوقّع.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن