المحاولـة الرابـعة والعشريـن

5.7K 286 71
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

تنظر لسقف الغرفة بصمت، حتّى نبضات قلبها توجعها، واقترب منها بخفّة يظنّها نائمة، وعندما رآها مستيقظة، اقترب منها وهي لا تلتفت نحوه مطلقًا، فقط تحدق في السقف دون حركة.
:- حبيبتي سوار، لقد اشتريت لكِ بعض الملابس السميكة حتّى لا تبردي، ما رأيكِ أن ترتدي أحدها؟.

لا رد، فمد يده في نية ملامسةو وجهها، وبمجرد أن لمست اصابعه بشرتها الشاحبة انتفضت كأنها مجنونة تبتعد عنه وتقول بانهيار وتهز راسها بطريقة غير طبيعية.
:- لا تلمسني، لا تلمسني، لا تلمسني.

رفع يديه باستسلام وهو يرد عليها لإخماد جنونها.
:- لن ألمسك، سوف ابتعد.
َ
كما لو أنها مختلة عقليًا أو ربّما كانت تدّعي الجنون لتحاول حماية نفسها من عيّاش!، ابتعد عنها وخرج من الغرفة، وقف في وسط المطبخ الصغير الذي بالكاد يتسع لضخامته، وبدأ يجري اتصالاته كالعادة.

كانت خطط عيّاش تسير وفق ما يريده، إذ أن ميسون ابنة فادي بدأت تستجيب لمحاولات عيّاش، أم ربّما هي التي تريد؟، إذ أنها بدأت تتواصل معه لمحاولة ابتزاز فادي وأخذ الوثائق منه، فقد قطع عيّاش كل علاقات العمل مع تلك العصابة منذُ خروجه من عند فادي.

اذ هدده حينها قائلًا.
:- لو خرجتُ الآن خال الوفاض دون الوثائق، تأكد أن القادم أمر وأعظم، ولن يكون هناك أي علاقات عمل بيننا.

:- لستَ الوحيد الذي يُقيم الأعمال، من أراد الذهاب فالأبواب مفتوحة.

وبالفعل خرج عياش من هناك ولم يعود مرّة ثانية.

* * * * * * * * * * * *

لم يحاسبها على الصفعة التي ضربته إياها، بل كان يتخذ موقف اللا مبالي، وهذا ما جعل جمان تعيش في صراع داخلي، اكون أو لا أكون!.

كانت تعيش في ذلك المنزل، في عقر دار العدو، كـزوجة للرجل الذي صُنف بأنه العدو الأول للقبيلة، الاكثر شراسة وقوّة، والذي استباح دماء الكثير بحجة "أخذ الثأر"، ورغم كل ذلك كانوا يعاملون جمان على أنها ابنة لهم، فهل كان ذلك من ازدواجية المعايير لديهم؟!.

كانت تجلس مع خديجة، التي تقُص عليها عن طفولتها هي وإخوتها، ولم تكن جمان تريد التعاطف مع أي من القصص الحزينة والمأساوية التي حدثتها بها خديجة، فلم يكن لذلك أي تبرير في بناء شخصية جبّار، وأن يكون بهذهِ الوحشية.

:- كانت سنين هي الأصعب على عائلتنا، فحين تم سجن والدي، اذكر أننا كنا كلنا صغار، وجبار بالكاد أتم الخامسة عشر، أنا حين ولدت كان أبي في السجن، وكانت تمضي الأعوام علينا ونحنُ نزوره كل شهر، وأمي ماتت وانا صغيرة جدًا.

ابتسمت خديجة قائلة لجمان.
:- كان جبار يعد طعامنا، هل تعرفين أنه كان يجهزنا للمدرسة؟، يمشط لي شعري، ويلبسني ملابس المدرسة، هل تصدقين أن جبار يفعل هذا؟.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن