بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.**************************
جالسة على المقعد لا تنظر نحوه، عينيها تحدق في باقة الورد التي أحضرها العريس، وقلبها في صدرها يتقلّب وكأنه على جمر، يتكوّى من الألم، لكن هل هناك خيار في التوقف؟، هذا ما تريده سلطانة، هذا ما يجعل السنة الناس تكفّ عن النهش بشرفها وعرضها، ربّما.. إنها أضعف المحاولات.
:- ألن تتحدثي؟.
سألها عندما طال صمت طويل بينهما حين خلت الغرفة إلا منهما، فرفعت جمان عيون دعجاء كحلاء كسواد الليل، كعيون الفرس العربي الأصيل، ونظرت إليه للمرّة الأولى دون تهرب.
وإذ به رجل لا يشبه الذي ظنته في خيالها، وكأنه نسخة من الشهيد الخطّاب يجلس أمامها لكنه ببشرة بيضاء ولحية أخف، وأنف أدق، له نفس النظرة التي جعلتها تشيح عنه على الفور وكأنها تخوف من يسكن في قلبها، تخون الرجل الذي كانت ولازالت تحبه من نظرة.
:- ليس لدي ما أقوله.
تحدثت بكلمات جافّة، جعلته يتكلم قائلًا.
:- أنا لدي، هل تؤمنين بالثورة؟.عقدت حاجبيها، وعادت تنظر إليه.
:- أي ثورة؟.ابتسم.
:- ألا تشعرين ببريقها في أنحاء البلاد؟، إنها تشتعل ببطء.:- إذا كنت تقصد ثورة كـ ثورة القومية العربية، فيجب أن تسمح لي، القومية أسخف شيء قد مر على البلاد.
:- بل ثورة انتفاضة لبلاد ترفض حكم الأقلية الطاغية على سبيل المذهب.
ابدت بدهشة.
:- هذا كلام يخرج من ملازم أول؟.:- بل من رجل رأى الويلات التي يذوقها شعبه وأهله في سجون تدمر.
:- هل تنتظر رأيي في كل هذا؟.
:- أريد معرفة المرأة التي سآتشارك معها باقي الحياة، وستكون مستشاري الأول قبل الجميع.
ليس رجل عادي، عرفت ذلك من النظرة الأولى، وربّما من هذهِ الكلمات ادركت انه لن يكون رجل عادي، فصمتت للحظات طويلة، ورغم ذلك بدا رجل صبور للغاية في انتظار ردها.
هل كانت تتوقع رجل يسألها عن لونها المفضل؟!، أو أي الطعام أحب إليها؟!، حسنًا هذا ليس من شيم أهل الشام، الذين يولدوا ليقاتلوا، ليوجدوا صراعات وإن لم تكن، يخلقونها بأنفسهم، هذهِ سنّة الله التي أودعها بهم.
:- إذا لم تكن غايتها التوحيد، وعلو كلمة الله، فبئس الثورة، سفاسف الدنيا وابتغاء دنائتها لن تولد النصر وإن كان جنود الثورة يقومون الليل، ويتدارسون القرآن.
لم تعتقد جمان أن كلماتها المقتضبة التي قالتها له، ستجعله يبلغ من الإصرار أن يخبرها بإعجابه بها، ومحاولته في نيل موافقتها.
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
Romance- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...