بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
خرج عثمان من المجلس الخارجي، إذ لم ينتهوا إلى الآن من الجلسة التي اجتمعوا فيها لحل المشكلة بين القبيلتين، السيارات ملئت الساحة الداخلية والخارجية، رغم أن أبا جواد أخبرهم أن التجمع غير ضروري حتّى لا يكبر الأمر، لكن لم يستمع أحد وجاؤوا يحضرون الجلسة، كان يحمل بيديه الكثير من دلّات القهوة، فارغة بعدما وزعوا وضيفوا الجميع.
:- يــــا الله يــــــا الله.
قال ذلك بنبرة مرتفعة، حتّى إذا كانت حفصة في الطابق السفلي تنتبه، واتجه عثمان إلى المطبخ، فوجد والدته وخواته هناك، والخادمة التي تساعد والدته في اعمال المنزل.
وضع ما بيده بداخل حوض الغسيل، وقال لوالدته.
:- اصنعوا المزيد.بدأت ليلى تعدها، وميسون تغسل دلّات القهوة، سألته ليلى وهي تلتفت إليه.
:- ماذا حدث في الجلسة؟.:- إلى الآن لا شيء، ابو هشام يرفض أي قرار طالما ابنه ما يزال في العناية،وبني خالد يريدون الخلاص من المشكلة، لا يزالون يتحدثون إلى الآن.
عندما انتهت ليلى من اعداد القهوة، سكبتها في الدلات، وناولتهم لأخيها، الذي حملهم وخرج من المطبخ، وعند الباب جاءت حفصة وفي يدها محمود وهي تتكلم ما تزال غير منتبهة لوجود عثمان.
:- خالتو، هل تضعين محمود عندك؟.شهقت حين تقابلت هي وعثمان عند الباب، اشاح عثمان بوجهه على الفور، أمّا حفصة ففرت على الفور من المكان، اخفض رأسه وهو يخرج سريعاً من الباب.
وعندما ذهب، عادت حفصة لكنها متشحة بالسواد، ووجهها محمر من الموقف، كانت في عدّتها ولا يجب أن يراها حتّى أخ زوجها، قالت ليلى.
:- اعطيني محمود واذهبي استريحي، قالت لبيبة يجب عليكِ ألا تقفي كثيراً، فهناك احتمال ولادة مبكرة.وافقتها والدتها وهي تقول لزوجة ابنها.
:- اذهبي لغرفتك بنيتي وتمددي، وإذا أردتي شيء تحضره لكِ بشرى وميسون.حفصة معتادة على العمل الكثير، لا تحب الجلوس أو أن يخدمها أحد، في منزلها كانت دوماً تنظف المنزل، تزرع الورود حول المنزل، تطبخ كل يوم، والآن الجميع خائف عليها من أن تتحرك.
عادت حفصة لغرفتها، خلعت العباءة والوشاح والقفازات، وبقيت بقميص قطني أبيض، وبنطال خفيف فضفاض، وشعرها رفعته بعيداً عن وجهها، جلست على السرير ومدت يدها إلى بطنها المنتفخة، في بداية شهرها السادس، وقد مرّ على موت حبيب قلبها ثلاثة أشهر، دهر من الألم، لم تنم ليلة من تلك الليالي منذُ وفاته إلا وبكت على وسادتها حتّى تبللها بالدموع.
" ما لعيني كلما أغمضتها، لاح في الأجفان طيفٌ من سناكَ! ، ما الذي أصنعه!،ما حيلتي!، وأنا في كل ما حولي أراكَ".
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
Romance- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...