الـمـحـاولـة السـابـعـة والثـلاثـيـن

4.6K 291 159
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

كان عثمان واقف ينظر نحو حماته، بتلك النظرة الجامدة، رغم أنه من الداخل يود خنقها حتّى الموت، لكنه حارب شياطينه هذهِ المرّة، وامسك اعصابه بينما يقول.
:- أجبرتي وجد على هذا الزواج؟.

:- انت تعرف كم تخطيت الحدود معي!، لكن انت اخبرني، هل هذا ما قالته وجد؟، قالت أنني أجبرتها؟.

ابتسم، تظن نفسها ذكية!، بالطبع ابنتها لن تعترف عليها.
:- ماذا كان اسم الرجل الذي اكتشفتي أنه يحب وجد؟، صحيح اعطيته درس لن ينساه مدى الحياة، لكنني لم احتفظ باسمه، امّا انتِ فبارعة في حفظ أسماء ضحاياكِ.

كزت على اسنانها، ومن انقباض يديها كان واضح مقدار الغضب الذي كانت تحشده داخلها.
:- ظننتك رجل جيد لتتحمل مسؤولية ان تكون زوج جيد لوجد، لكن يبدو أنني اخطأت الحكم للمرة الأولى.

:- زوج جيد؟!، سيدة سلطانة عليكِ فحص نظركِ جيدًا، ومدى سدادة عقلكِ وحكمته، أنتِ تعرفين ماذا أكون، كنتِ مساركة مع الجميع أيضًا لمحاولة خداعي أن الزواج لم يكن من وجد.

ارتفع حاجبيها، بدت نافذة الصبر، تتعرق من سوء المحادثة وما آلت إليه.
:- اتهاماتك لا صحة لها، وإذا كان تواجد وجد معك يضايقك لهذهِ الدرجة، فبيت عائلتها أولى بها من بيتك.

:- انت تحبين التلاعب بالكلمات لتكون لكِ اليد العليا؟، لكنني لن افعل كما فعلتِ في محاولتكِ للتخلص منها.

* * * * * * * * * * *

منذُ عودتهم من القرية ووجد أكثر إنطوائًا على نفسها، لم تكن تتكلم حتّى، صحيح أن العلاقة بينهما كانت متوترة منذُ بدايتها، لكنها كانت تتحدث على الأقل، كانت تشارك، كانت تتجول في الشقّة ومن حوله حين يعمل في صالة الجلوس على حاسوبه.

اغلق حاسوبه، ودفعه نحو الطاولة، ثمّ استقام من مكانه واتجه نحو غرفتها، وطرق على بابها، لم ترد، فعاد يطرق مرّة أخرى، وعندما لم يأتي أي رد، فتح الباب ودخل وعينيه تفحص المكان.

وجدها نائمة على السرير، لم تكن نائمة لكنها أيضًا لم تتحرك وهي تنظر إليه، ثمّ تعاود إغلاق عينيها وتحريك رأسها بعيدًا وكذلك جسدها، ليكون ظهرها مقابل للباب.

:- أنتِ لم تخرجي من الغرفة اليوم، هل أنتِ مريضة؟.

لم ترد، تضايق من تجاهلها، لكنّ قلقه كان أكبر، واتجه نحو السرير، ثمّ مد يده نحو وجهها يفحص حرارتها بيده.

ابعدت وجهها وصوتها خرج ضعيف متحشرج.
:- ماذا تفعل!؟.

:- حرارتكِ مرتفعة، سنذهب للطبيبة، هيّا.

هزّت رأسها نفيًا بقوّة.
:- طبيبة!، مستحيل، لن أذهب.

ضاق حاجبيه،ثم قال لها بتزمت.
:- لا تتصرفي كالأطفال، أنتِ مريضة ويجب عليكِ زيارة الطبيب.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن