بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة.* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
مضى اسبوع كامل وهي في المستشفى، وكل ما حصل من نزاعات كان يحدث خارج المكان، بل خارج مسامع جمان التي وضعها جبار في معزل عن كل ما يحصل، وكل مرّة كانت تحاول معرفة ما الذي يحصل بين القبيلتين، على الأقل تريد معرفة اي شيء عن عائلتها، كان يتجاهل ما تقوله كما لو أنها من فراغ.
اشاحت بوجهها بعيدًا عندما رأت خديجة تدخل مع باقة كبيرة من الورود الحمراء، فعلّقت خديجة قائلة بضحكة مرحة.
:- لا شأن لي في نزاعاتكم المستمرة أنتِ وأخي، لقد ارسلهم من أجلك.:- اخرجيها من الغرفة.
كانت خديجة ذات صدر رحب، وتتقبل حتّى تصرفات جمان وتقلباتها المزاجية التي زادت كثيرًا حيثُ بدأت نوبات الحمل تظهر عليها بكثرة.
استدارت خديجة واخذت معها باقة الورد، وأعطتها لأحد الممرضات، لم تُفرط في رميها، ثمّ عادت مرّة أخرى للداخل، واغلقت الباب خلفها وهي تهم في التحدث مع جمان، اذ كانت تحاول دومًا الترفيه عنها لأنها تمر في فترة نفسية سيئة.
وتوقفت الكلمات في فمها حين شاهدت زوجة أخيها تتمدد على السرير وتعطي ظهرها للباب، ويظهر صوت شهقاتها الخافت، وتوقفت خديجة تنظر بأسى لجمان التي كانت كل يوم تذبل اكثر وأكثر.
اغمضت عينيها، وهي تشعر بأن حزن جمان قد وصل إليها واعتصر قلبها حتّى مزّقه، لكن ما الذي تفعله!!، ماذا تستطيع أن تفعل والسبب الرئيسي لحزن جمان هو اخيها جبار!، وهل هناك أحد يستطيع أن يتحدث مع جبار!، هل يستطيع أحد أن يعارض أفعاله!!.
شعرت برجفة سرت على جلدها حين تذكرت آخر مرّة حاولت فيها أن تساعد جمان أمام سطو أخيها، هي المقربة لأخيها، او ربّما هكذا كانت تظن نفسها قبل أن ترى رده على كلامها.
كان ذلك قبل يومين، عندما لم تتوقف جمان عن البكاء والحزن بعدما علمت بحملها، فذهبت إليه خديجة، حين جاء لزيارة جمان في المستشفى.
تكلمت معه في أحد الغرف الفارغة في المستشفى وقد انفجرت لرؤيتها حال جمان.
:- جبار اقسم بالله أن هذا ظلم، انه ظلم، ألا ترى جمان!، ألا ترى حالها!، اعدها لعائلتها.نظرته المظلمة التي رمقها بها جعلتها تزدرد ريقها، قال.
:- ظلم؟، صغيرتي خديجة تقولين أنني ظالم؟.هزّت رأسها بنفي ولم تتمالك نفسها أمام رهبة الخوف منه، وبدأت عينيها تفيض وهي تقول.
:- انني أقصد أن جمان لا تبدو بخير.:- أنا لا أمنعها عن عائلتها، هم من تبروا منها، وما يريدونه منها الآن هو قتلها ليس إلا، وهذا لا يحدث إلا لو قتلوني أولًا.
:- قتلها!!.
ارتجفت اطرافها تردد الكلمة بغير تصديق.
:- لماذا؟، ما الذي فعلته؟!.
أنت تقرأ
محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل
عاطفية- عن قصة واقــعـيـة. حرب شرسة بين قبيلتين، دام صراعها لأكثر من خمسون عاماً حتّى شُبهت بحرب الأوس والخزرج، تموت قصص حب وتحيا أخرى في هذهِ الحرب. الحبُ ليس روايةً شرقية ، بخِتامها يتزوج الأبطال ، لكنه الإبحار دون سفينة ، وشعورنا أن الوصول محال ، هو...