الـمـحـاولـة الواحــدة والثلاثيــن

4.6K 288 168
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * *

كانت الأصوات في المجلس الداخلي للنساء صاخبة جدًا، لم يتوقف الدف، نظرًا أنهم لا يشغلون الموسيقى، اذ يمنع معاوية الموسيقى بتاتًا حتّى في حفلات الزواج.

عندما ألبسته وجد خاتم الزواج، وألبسها الخاتم، وكأن قلبها رفرف داخل ضلوعها محلّقًا يريد الخروج، وراقبته بحياءها العذري الذي لم يعرف رجلاََ من قبل، رجلها الأول، الذي لمس يدها ووضع الخاتم في إصبعها كإعلان ملكية.

ثمانية عشر خريفًا، فتاة صغيرة، بفرحة الطفولة وقفت هناك بين الجموع من حولها، بفستانها السكري الناعم، وتسريحة شعرها الخفيفة، ووردة صغيرة وضعت على طرف شعرها، تنظر إليها، بدت كأنها طفلة بجانب عثمان، رجل بطول فارع ومنكبين عريضين، بلحيته الكثيفة، وملامحه الشديدة، وسمرته التي كانت في يوم محط للسخرية والتنمر عند من حوله، رجل أخذ كلّ معاني الرجولة.

* * * *

جمان وقفت هناك ساخطة مما يحدث، من هذهِ المهزلة التي تمّ وضع وجد فيها!، لا تريد لاختها الصغرى أن تتأذى.

:- جمان!.

خرج صوت سوار بنبرة محذّرة وهي تقبض على ذراع اختها بينما يتبادل العروسين ارتداء الخواتم.
:- لا تتصرفي بحماقة.

تمتمت بغيظ شديد وهي تحاول إخفاض صوتها.
:- لن أسمح لوجد أن تدخل في هذهِ الدوّامة، عثمان لن يستطيع أن يحبها كما تريد، إنها أصغر من أن ترى الحقيقة في الوجوه، سوار بحقّ الله يكفي!!.

رفعت سوار كتفيها.
:- سلطانة قررت هذا، لا أحد يستطيع منعها، ألا تعرفين؟!.

:- وهل ترضى سلطانة أن تضع فرد آخر من العائلة داخل هذهِ الدوامة؟!.

:- هذا ما أرادته، دعكِ مما يحدث، وابقي كالمتفرجين، انت اعلم الناس بما يحدث لمن يعترض، لقد جرّبتي تذوق ألم الإعتراض والوقوف في وجه سلطانة.

اشاحت جمان بوجهها، وقد انتابها غثيان فظيع بعدما أجبرتها والدتها على شرب ما يتم تقديمه للضيوف، وارتعشت أطرافها من الغثيان، فمشت من بين الناس تحاول الخروج من المكان قبل أن تتقيئ في وسط الحضور، وتخرّب حفلة سلطانة.

كانت تشدّ على وشاحها، وهي خارجة، وبهتت ملامحها حين وجدت معاوية وعثمان في البهو خارج صالة الحفل، يتحدّثان، صحيح أنها كانت ترتدي ما يغطيها، لكنّ وشاحهها شفّاف، الذي جعل عثمان يشيح بوجهه على الفور حين انتبها لوجودها، وأسرعت جمان بخطواتها تصعد الدرج وتخلع حذائها العالي على الدرجات لئلا تسقط.

دخلت الحمّام وانهارت على أرضيته وفستانها الحريري يملئ الأرضية بينما تفرغ مافي جوفها داخل الحمّام، وبقيت في مكانها، شاحبة وترتعش، بينما ألم معدتها لا يهدأ.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن