الـمـحـاولـة الخامـسـة والثـلاثـيـن

5.5K 268 109
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

لقد انتهى كل شيء، انتهت قصة حب ولدت من داخل الصراع القبائلي، تمّ قتلها قبل أن تكبر، لم تزل وليدة، وقضوا على تلك القصة، لتكون هي الضحية داخل هذا الصراع.

:- جمون، الجميع يسأل عنكِ في المجلس، لماذا تجلسين وحدكِ هنا؟، عمتي سألت عنكِ، كانت قلقة عليكِ لأنكِ لم تظهري بالوسط، لقد...

توقفت ليلى عن الكلام، عندما رأت جمان تحول تحاشي النظر وهي تكفكف دموعها بكبرياء.
:- هل تبكين؟!، أنتِ مريضة؟.

هزت رأسها ومن بين سعالها المتحشرج ردت.
:- أنا بخير.

ولتغير الموضوع، سألت.
:- هل جاء معاوية من الديوان؟.

:- تحدث معي عثمان منذُ قليل، أخبرني أن الأمر قد يطول، وربّما، ربّما لن تنجح المفاوضات، معاوية وجبّار كادوا يقتّلون بعضهم في الديوان.

:- ماذا!!!.

اقتربت ووجهها الأبيض اختفى منه كل اللون، فتحدثت ليلى وهي تضع الفستان جانبًا.
:- لا تخافي، إن الأمر بينهما كله بشأن زواجكِ أنتِ وجبّار، معاوية وقف عن الصلح لأن جبّار يرفض الطلاق.

وكأن أحد عصر قلبها بقوّة على ذلك الكلام، ترجعت بغير وعي منها، طلاق!، لكن... لماذا!!، إذا كان يريدها وهي تريده، لماذا يريدون التفريق بينهما!؟.

هل الحياة توقفت على زواجهم!، الصراع القبائي الذي دام لعشرات السنين بين القبيلتين، يحل بشرط انفصالهم!، لماذا!!؟، أم أن الأمر أكبر من فهمها له!.

يديها تعرقت، وأصابت جسدها رجفة، تنتظر الأخبار أول بأول وهي في الغرفة تدور بلا توقف، في منزل عمّها محمود، حيثُ تجمّعت عائلات عمومتها داخل المنزل، بينما الديوان كان قريب من المنزل، حتّى أنها كانت تراقب من النافذة تنظر للديوان وكأنها بين الدقيقة والأخرى تنتظر أن تنفجر قنبلة داخل اليوان، أو أحد الطرفين يهجم على الآخر، فليس من الطبيعي اجتماع بني خالد وبني صخر في مكان واحد دون حدوث مشكلة، وكأنهم الأوس والخزرج!.

خرجت من الغرفة وذهبت باتجاه مجلس النساء، كانت جميع نسوة العائلة متجمعات في المجلس، بينما الخادمات ينقلن الضيافة، وليلى التي لا تستطيع البقاء جالسة تنظم وتساعد في توزيع الضيافة.

عندما دخلت جمان المجلس، نساء عمومتها وبنات عمومتها، وتقريبًا كل من كان في المجلس بدأ ينظر إليها، وكأنها نظرات إتهام!، نظرات إحتقار!، الكل كان ولا يزال يراها هاربة لبني خالد، كاسرة للعادات والتقاليد، وكأنها عار وخطيئة!.

جلست بالقرب من سوار، التي كانت تتحدث مع وجد بشيء ما، وعند جلوس جمان صمتن عن الكلام، مما جعلها ترمقهن بضيق قائلة بصوت منخفض.
:- يبدو أنني قاطعت شيء مهم.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن