٢٣|لمَ لا؟

1.5K 105 88
                                    

[لمَ لا؟]

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

[لمَ لا؟]

-

داخل أحد الاستديوهات الكبيرة في كاليفورنيا، كان العديد من المصورين والمُنتجين يقفون هنا وهناك ويلقُون خبرتهم في جعل جلسة التصوير تلك الأفضل على الإطلاق في ترويجات العطور العالميَّة

كانت هيف بيدها عصير فراولة ترتشف منه على مهل بينما هي قد أكملت جلسة تصويرها المُنفردة وتراقب شريكها في التصوير يحذو ناحية الكاميرات وهو بهيئة تملك هالة رجولية مجنونة قد أجزمت أنَّها لم تراها بأحدٍ غيره، بكل هذه الرزانة والثقة المعهودات منه

بشعرٍ قد سُرِّح بغجرية كما حال شعرها وبعض الخصلات قد تمردت لتغطي جبينه الأسمر، بلحية قد نمت كثيرً لتُطابق الصورة التي ألَّفوها مُخرجيِّ العمل حتى يعكسوا مفهوم العطر بكامل تفاصيله، بقميصه الأبيض المُهمل عمدًا بينما أول أزراره مفتوحة ليظهر جزء بسيط من صدره الأسمر المصقول

كان فتَّانًا حينما ضحك بصوتٍ خشن ورزين، وأسنانه المصفوفة التي لا شائبة تشوبُها ظهرت حينما كان يمدحه السيد هونر بصوتٍ عالٍ على وسامته الخارقة

- ماهذا يا رجل؟ يكاد يُغمى عليِّ من فُرط ما أراه

بدأ السيد هونر يعطي ملاحظاته أثناء التصوير وهيڤ نست الأوراق التي كانت تتفقدها وظلَّت تراقب غرين ووضعياته المُتقنة وهالته الخطيرة للغاية، كان يُعطي انطباع الرجل الهادئ الذي يجعل الجميع يرهَب من هدوءة ورزانته اللامتناهية، رجوليته بأبسط الحركات، وابتسامته المتواضعة رغم ملامحه التي تعطيه مسحة من الغرور لجمالها

لم تفهم لِماذا تظاهر بالبداية كونه استاذ عاديِّ في مدرسة عادية رغم الجاه الذي يمتلكه والعائلة الذي ينتمي لها، تجده غامض وهذا الشيء يجعل دواخلها تنهش فضولًا..

لقد تظاهر بكونه إنسان عاديِّ حتى عندما توظَّف كمستجد معها في شركة لاماس رغم أن أبيه كان أكبر مستثمر هناك! هل يُعقل أن كل هذا كان فقط لأجل البقاء بقربها ونيل حبها وعندما أفقدته الأمل عاد لغرين ويلسون الذي هو عليه من الأصل!

بُوفارديـا | BOUVARDIA حيث تعيش القصص. اكتشف الآن