معتقل إنفرنو "inferno"
- هيا ، هيا ، اقضي عليه ، إضربه .
ألكمه مرة أخرى .
تعالتْ أصوات المساجين ، الذين يتعاركون كل ليلة لينتهي المطاف بأحدهم ميّتا ، و مجموعة تعاني رضوضا و إصابات بليغة .
أساليب مقيتة لإرضاء السجَّانين ، و إمتاعهم مقابل الحصول على بعض المُخدرات و المهلوسات لنسيان الجحيم الذي يعيشونه في معتقلهم الرهيب بهذه الجزيرة المعزولة عن العالم .
مُعتقَل تم تشييده خصيصا ، لتجميع المحكومين بالإعدام لأغراض لا تزال مُبهمة .
يتحمَّلون فيه الجوع والبرد والقذارة والإهانات ، و لكن رعبهم الأكبر كان الجلاد مُلثَّم الوجه ، المفتول العضلات ، و المُغطى بالوشوم .
.
وما إن رآه أحد المساجين من النافذة الصغيرة التي بحجم الوجه مُقبِلًا ، جحضت عيناه ، و نطَّ إلى الداخل ليُخبر الجميع على الفور .
فرَّ كل واحد من أولئك المتمردين ، من معتقلي الرأي و السياسية ، المتورطين في الإنقلابات العسكرية ، و المجرمين و الارهابيين مضاجعهم .
حتى أن هناك من تكوَّر في سريره ، و غطى رأسه ما إن سمع صوت نعليه وخطواته السريعة ، يرافقه ثُلة من جنود الصاعقة ، رجال ضخام البنية ، بلِحِيٍّ كثيفة و وجوه تملأها الندوب .
كان كل محبوس يتوسل الخالق في سِرِّه ، بما فيهم الملحدين الذين أنساهم الرعب أنهم لا يؤمنون بوجود الرب ، ألا يكون هو من سيتم استنطاقه .
سَيطَر الذعر على الجميع ، و لكن يبدو أنه إتجه مباشرة إلى الزنزانة حيث يتواجد السجين الغامض ، الذي لا يُسمَح له بمغادرة خليته نهائيا ، حتى أن طعامه وشرابه يُقدَّمان له من تحت الباب.
رجل منطوي ، يعتنق الصمت دينا منذ أيام .
كل ما يعرفون عنه ، ما يلقِبه به الحارسين الضخمين اللذان يقفان دائما بصدورهما نصف العارية ، و أقراطهما المُنفِّرة التي تتدلى من آذانهما على باب سجنه الإنفرادي.
ففي كل مرة يرمون له الطعام أو يكسروا غفوته لتعذيبه ، يناديانه بالشيطان .
يقضي محكوميته داخل زنزانته جالسا في حجرته المظلمة رغم الضوء الأحمر الخافت المائل للصفرة ، والمؤذي للعين ، وضعوه له عمدا لإرهاقه نفسيا ، ناهيك عن إفتقارها لنافذة ، فلا يدري أي وقت من اليوم هو .
يقضي نهاره وليله مستلقيا على سرير حديدي تآكله الصدأ من شدة الرطوبة .
حتى أن قطعا منه إهترأت ، و سقطت كفتات برتقالي على الأرضية التي تفوح منها رائحه العث .
كان لصمت هذه الزنزانة صوتا مربكا ، و رائحة ممزوجة بالعفن الذي يتسرب من شقوق الجدران ، فبدا الظلام فيها مضاعفا ، و قد تلوَّنت حيطانها بالسواد المُلوَّث بحَمار دماء من مروا عليها نزلاء .
أنت تقرأ
جلاّد الشيطان
Fanfictionولج الضابط جيون جونغكوك الزنزانة الموحشة -بعد أن طلب من مرافقيه من الحرس البقاء خارجا - مشى بخطوات واثقة ، و غرورر فاضح ، و إتَّجه صوب الرجل ، الذي بالرغم مما تعرَّض له من صنوف العذاب في هذا المعتقل الرهيب ، ظلَّ شامخ الهامة ، حاد النظرة ، م...