-23-

1.6K 123 137
                                    

   - اِتصَلوا بي للتو من المشفى ، فارق الطبيب الحياة سيدي:  أعلمَ الرجل الرئيس

-  أيها الأبله كان يجب أن يتوفى على الفور داخل العيادة .

-  لا تشغل بالك حضرتك ، كان شبه ميت عندما تم نقله الى المشفى،  وظائفه الحيوية كلها كانت متوقفة عدا قلبه.

-  المفيد ،  ماذا عن أرشيف مرضاه .

-  اصبح رمادا بالكامل سيدي .

- عمل جيد ! تستطيع الانصراف  .

- امرك سيدي.

****طُرِقَ الباب طرقا خفيفا ***

- تفضل : قال جونغكوك بنبرة  هزيلة  مُتعَبة .

دخل تايهيونغ بهدوء ليجد حبيبه مُكوَّراً في سريره ، شعره مُبعثر ، لم يغير ثيابه حتى .

مرتْ عدة أيام وهو على هذا الحال حزين ،  عجزت اكتافه عن حمل ثِقل مشاعره ، يذهب للعمل و يرجع كشخص امتصّ الحزن روحه من جسده ،  فعلاقته بالطبيب  اقرب  إلى العلاقة العائلية منها إلى  الصحية ،  ما أحزن تايهيونغ كثيرا  .

خلع هذا الأخير حذائه و إستلقى  إلى جانب جونغكوك،  حاوط ظهره وصدره بذراعيه،  و إحتوى بساقيه ساقي جونغكوك .

وضع أنفه على مؤخرة عنق هذا الأخير ، ولم يتكلم بل راح يطبع قبلات لطيفة وحنونة على شعره ليُخفِّف عنه.

- كان  يحبني كثيرا:  تحدث جونغكوك.

-  طبعا حبيبي . حتى أن أي شخص يعرفك سيحبك.

-  عندما كنتُ صغيرا و في مراهقتي أصبحتُ عنيفا و  عدوانيا ، فبدأ يهتم بي و يخاف عليّ بشدة كأنه والدي  ، و خصوصا عندما راودتني الأفكار السوداوية ، فقد صارت لدي ميول انتحارية وقتها .

فضمَّهُ تايهيونغ أكثر حتى كاد ظهر جونغكوك يكسر ضلوع صدره .

-  لا تقل مثل هذا الكلام ، أنت  ترعبني.

- تحولتُ لفتى جامح حينها  ، و بوهيمي ، أرتدي الأسود و أكحِّل عيني ، و أطلي اظافري بالأسود .

  اخخخخخ لكم كنتُ سخيفا .

- لستُ متفاجئا :  قال تايهيونغ ، أظن أنك بدأت الوشم في سن صغيرة.

-  في الحقيقة  لوشومي قصة هي الأخرى  .

- كلي آذان صاغية ، إن اردتَ سردها سيكون من دواعي سروري الإستماع إليها .

- أخاف أن اسقط من عينيك ،  إن عرفتَ هذا الجانب المظلم من حياتي ، على كلٍّ أعتقد ان حياتي غارقة في العتمة  بأكملها .

-  لا تقل هذا ، أنت بحد ذاتك نور ، هيا اخبرني كيف أصبحتَ عاشقاً للوشوم.

-  كما اخبرتُك ، فكرتُ كثيرا بوضع حد  لعذابي بإنهاء حياتي ، ولكن بفضل دكتوري اندثرتْ الفكرة  تماما من رأسي ،  إلا أنه و لأتخلص من هذه الآفة وقعتُ فريسة لآفة اخرى وهي ادماني ايذاء نفسي،  فكلما شعرتُ بالحزن ، أؤلم نفسي جسديا حتى أنسى وجعي الروحي.

جلاّد الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن