-9-

1.5K 130 142
                                    

    ****احب اقرأ تعليقاتكم .

   كانت الأجواء مشحونة و حماسية أكثر من المعتاد  في مسرح المصارعة ،  بسبب الانتقال الى جولة جديدة بمقاتلين اجانب أكثر شراسة ، من جنسيات مختلفة  .

ومن دون   مفآجات كان V  يُسقطهم جميعا كالحشرات غير آبه بتجهُّم الرئيس وغضبه ،  و لا مُطالبته له بالتريث لأنه  يريد  المزيد من الاستعراض ،فهو في الحقيقه قرر  المحاربة في الميدان من اجل جونغكوك وليس لإمتاعهم .

كان النزال الأخير صعبا نوعا ،  حيث دام مدة أطول من غيره بعض الشيء  ، إلا أنه في النهاية  تمكن  V من حصر خصمه بين ساعديه  ، ما اضطر مدربه لرمي   منشفته البيضاء مستسلما .

وفورا ضربَ الحكم الأرضية بضع ضربات ،  لاعلان فوز V باحدى اعنف المواجهات ووصوله للربع النهائي .

كان سعيدا  جدا لأنه سينتهي من هذه المسابقة  الرذيلة قريبا ،  في حين ارتسم الحزن في عيني جونغكوك الذي يغطي وجهه كالعادة هو و جميع الضباط والجنود المأطرين  لهذه التظاهرة  بالأقنعة الصوفية .

رأى V ذبولهما ، و لمس معانات جونغكوك من نظراته التي تشيي بما في قلبه من أنين.

فسجَّانه  يعلم أن الإقتراب  من نهاية المنافسة هو قرب افتراقهما  ، فلا V له ولا هو ل V .

منذ البداية كان يعرف أنه وجد V ليُضَيِّعه ، و أنه سيكون هلاكه
.
شرد V و هو يناظر  جونغكوك الموجوع ، فشعر هو الآخر  ان فؤاده يُطحَن  . حتى  أيقظه من شروده منشط هذا المهرجان الدموي :

-  ماذا تقول بمناسبة فوزك المبهر أمام واحد من أعتى المصارعين !

بالعادة يسأل المنشطون V عن شعوره عقب كل فوز في محاولات يائسة  لجعله يتكلم ، و مع هذا  لم ينبس يوما بحرف . إلا أنه و أمام دهشة  الجميع وعلى رأسهم جونغكوك ، رفع الميكروفون و قال :

"  أريد أن ان أعرف من يضع القوانين اللعينة في هذه البلاد . من يُقرِّر من المجرم ومن المؤمن.

كيف يصمتون جميعا كالخرفان عندما يتعلق الأمر بجرائم المشاعر  ، لما  لا يُعاقَب من رموا سهامهم فاِخترقوا صدري ، تاركين إياي أنزف امامكم حتى الموت .

إن كنتم بالعدل تتفاخرون ، فاعتقلوا الجاني بحقي و أحكموا  عليه مؤبدا في سجني "

كان يتكلم بصوته الجهوري الأجش ، و هو يثقب جونغكوك بنظراته بثبات أغاض الرئيس ، الذي فهم ما يعنيه V ، و من يقصد بكلامه وسط هاتف و صراخ الجماهير التي جن جنونها .

و  مباشرة  حوَّل الرئيس  نظره لابنه ،  فوجده  مُخفِضا راسه ،  يُحركه يمينا وشمالا ،  بخجلِ عاشقٍ يحاول قدر الامكان أن يمنعَ ابتسامته من فضحِه .

راح  يعض شفته و يحك مؤخرة عنقه و يشيح بوجهه عن الرجل الذي سلَبه لُبه .

ثم اقترب وجنوده من V يطوقونه كالعادة  ليرافقوه الى غرفته حسب البروتوكول ، حتى يغير ثيابه وينقلونه الى زنزانته.

جلاّد الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن