تعليقاتكم مُرَحَّب بها و تسعدني كثيرا .
دخل جونغكوك بهدوء شديد الغرفة الدافئة حيث يَنْزَوِي أخوه الأكبر و ينآى بنفسه عن الجميع ، ليجده كعادته يجلس الى الطاولة .
مشى إليه بخفة ، لعِلمه أن هذا الأسبوع يوافق ذكرى وفاة صديقته الحميمة بطريقة مأساوية .
وضع كفيه بحنان على كتفيه وقال :
- هل تكتب شعرا جديدا هيونغ ؟
و مرّر اصبعه على الصورة التي تجمعه و أمه و صديقته ..
تنهد يونغي وقال بغصة :
- كلما حاولت أن أكتب عنهما يجفُّ حبر قلمي ، و تخونني الكلمات .
- اشتقتَ إليهما ؟
- لم أتوقف عن الإشتياق إليهما يوما . لا تزال نغمة صوتهما الشجي تُداعب مسامعي ، و ملامحهما تجوب أرجاء مخيلتي .
لا يزال الحنين يُكبِّل أضلعي ، كلما مرت السُّنون زاد عذابي أكثر ، لتأكُّدي أني لن أحظ برؤية روحهما البيضاء مجددا .
اود لو أحضنهما مطولا ، لجلستّ،ُ اُحدِّق بتلك الخطوط الرفيعة حول شفتي عيني والدتي و قد إرتسمت إبتسامة هادئة على مُحياها وهي تداعب خصلات شعري بعطف لا يُحكى و حب لا يُكتب .
و لنايا و هي تضحك بهستيرية على تصرفاتي الطفولية و أنا بين ذراعي والدتي.
- كن قويا أرجوك ، من أجلي .
أنظر ، ها أنا أحاول أن أنسى كل ما مررنا به ، إفعلْ مثلي ، لنجلب الضحكة و البسمة لهذا المنزل .
فلنُفارق البكاء ، و ليكن عيشنا فَرَحا دائما بلا أحزان.
ارجوك هيونغ توقف عن دفن نفسك بين ثنايا الذكريات ، كف عن الرجوع إلى الخلف.
أعلمُ أن مصيبتك أكبر ، و أنك مازلتَ تلوم نفسك مع أنك لستَ مُذنباً بشيء ، ولكن ما عسانا نفعل ، لا نملك القدرة على إعادة الزمن و لا حق اختيار اقدارنا .
- اااه لو كنا كذلك ، لاخترتُ الهرب : عقَّب يونغي
لو يرجع الزمن لبقيتُ صغيرا جونغكوك . لرحلتُ بدون عودة إلى هذا الجحيم.
لأرتحتُ نفسيا و لما إمتلأ عقلي بالذكريات التي هشَّمتني.
لهدأت روحي جونغكوك ، و لما حوَّلني ذلك الرجل الى المسخ الذي أنا عليه اليوم.
و بدأ نَفَسُه يتكاثر بداخله ، و داهمته نوبة هلع ، و لكن جونغكوك حاوطه بذراعيه ، ليهدئ من روعه :
- لا تقلق هيونغ ، تأكد سيعوض القدر امنياتك التائهة ، سيُرسل إليك شخصا على غير توقعٍ منك ، ليكون الفرج لكل هذا الضيق ، و البديل عن كل ما فاتك.
أنت تقرأ
جلاّد الشيطان
Fanfictionولج الضابط جيون جونغكوك الزنزانة الموحشة -بعد أن طلب من مرافقيه من الحرس البقاء خارجا - مشى بخطوات واثقة ، و غرورر فاضح ، و إتَّجه صوب الرجل ، الذي بالرغم مما تعرَّض له من صنوف العذاب في هذا المعتقل الرهيب ، ظلَّ شامخ الهامة ، حاد النظرة ، م...