-4-

2.2K 135 113
                                    

      تعليقاتكم مُرَحَّب بها و تسعدني كثيرا .

  دخل جونغكوك بهدوء شديد الغرفة الدافئة حيث يَنْزَوِي أخوه الأكبر و ينآى بنفسه عن الجميع ،   ليجده كعادته يجلس الى الطاولة  .

مشى إليه بخفة ،  لعِلمه أن هذا الأسبوع يوافق ذكرى وفاة صديقته الحميمة بطريقة  مأساوية .

وضع كفيه بحنان على كتفيه وقال :

-  هل تكتب شعرا جديدا هيونغ ؟

و مرّر اصبعه   على الصورة التي تجمعه و أمه و صديقته ..

تنهد  يونغي وقال بغصة :

-  كلما حاولت أن أكتب عنهما  يجفُّ حبر قلمي ،  و تخونني الكلمات .

- اشتقتَ إليهما  ؟

- لم أتوقف عن الإشتياق إليهما يوما . لا تزال نغمة صوتهما الشجي تُداعب مسامعي ، و ملامحهما تجوب أرجاء مخيلتي .

لا يزال الحنين يُكبِّل أضلعي ،  كلما مرت السُّنون زاد عذابي أكثر ،  لتأكُّدي أني لن أحظ برؤية روحهما البيضاء مجددا .

اود لو أحضنهما مطولا ، لجلستّ،ُ اُحدِّق بتلك الخطوط الرفيعة حول شفتي عيني والدتي و قد إرتسمت إبتسامة هادئة على مُحياها  وهي تداعب خصلات شعري بعطف لا يُحكى و حب لا يُكتب .

و لنايا و هي  تضحك بهستيرية على تصرفاتي الطفولية و أنا  بين ذراعي والدتي.

-  كن قويا أرجوك ، من أجلي .

أنظر ، ها أنا أحاول أن أنسى كل ما مررنا به ،  إفعلْ مثلي ،  لنجلب الضحكة و البسمة لهذا المنزل .

فلنُفارق البكاء ، و ليكن عيشنا  فَرَحا دائما بلا أحزان.

ارجوك هيونغ توقف عن دفن  نفسك بين ثنايا الذكريات ، كف  عن الرجوع إلى الخلف.

أعلمُ أن مصيبتك أكبر ،  و أنك مازلتَ تلوم نفسك مع أنك لستَ مُذنباً بشيء ،  ولكن ما عسانا نفعل ، لا نملك القدرة على إعادة الزمن و لا حق اختيار اقدارنا .

- اااه لو كنا كذلك ، لاخترتُ الهرب : عقَّب يونغي

لو يرجع الزمن لبقيتُ صغيرا جونغكوك . لرحلتُ بدون عودة إلى هذا الجحيم.

لأرتحتُ نفسيا و لما إمتلأ عقلي بالذكريات التي هشَّمتني.

لهدأت روحي جونغكوك ،  و لما حوَّلني ذلك الرجل الى المسخ الذي أنا عليه اليوم.

و بدأ نَفَسُه يتكاثر بداخله ، و داهمته نوبة هلع ، و لكن جونغكوك حاوطه بذراعيه ، ليهدئ من روعه :

-  لا تقلق هيونغ ،  تأكد سيعوض القدر امنياتك التائهة ،  سيُرسل إليك شخصا على غير توقعٍ منك ، ليكون الفرج لكل هذا الضيق ،   و البديل عن كل ما فاتك.

جلاّد الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن